بالفيديو.. "أورنينا".. مشروع لسوري ومصرية جمعهما الحلم والحب
عند دخولك "أورنينا"، تشعر وكأنك في منزلك؛ فباستثناء كثرة الطاولات، فإن الأثاث والزرع واللوحات والكتب تشعرك بروح منزلية
دائما يولد النجاح من قلب المعاناة، هذه المقولة التي تتجسد يوميا في عشرات القصص الناجحة التي عانى أبطالها حتى يروا أحلامهم البسيطة تتحقق وترى النور.
لم يكن الحب هو القاسم المشترك بينهما لكن الأحلام والاهتمامات توافقت، فوجد مراد شريف، وهو سوري الجنسية جاء إلى مصر مطلع عام 2012، في وفاء نور الدين مصرية الجنسية، الشريك الحقيقي في البيت والعمل.
وكان نتاج هذه الشراكة مطعما متواضعا تشاركا في إدارته في أحد شوارع ميدان التحرير بوسط القاهرة، أطلقا عليه اسم مطبخ "أورنينا".
من الوهلة الأولى عند دخولك مطعم "أورنينا" تشعر وكأنك في منزلك؛ فباستثناء كثرة الطاولات، فإن الأثاث والزرع واللوحات والكتب التي تراها عن يمينك ويسارك تشعرك بروح منزلية سورية.
توقف الشريكان عند اسم المطبخ كثيرا حتى استقروا على اسم "أورنينا" وهو رمز سوري قدير يعود لآلاف السنين، وهو اسم مغنية وموسيقية وراقصة معبد عشتار في مدينة ماري القديمة، والتي كانت تعد أول من غنت على سطح الأرض وكان ذلك عام 3500 قبل الميلاد.
بوابة "العين" زارت "أورنينا"، وتحدثت مع الزوج السوري وزوجته المصرية عن صعوبات إتمام مشروعهما وأمالهما لتنميته.
بعد معاناة عاشها جراء الحرب سافر الشاب الحلبي إلي مصر، حيث تعيش خالته، لقضاء عدة أيام ثم يعود مرة أخرى، لكن القدر كان له رأي آخر.
وفي القاهرة التي وصل إليها قرابة 120 ألف لاجئ سوري تعرف مراد على وفاء وكانت الدواء لجروح الماضي القريب والبيت البديل للوطن البعيد.
وفاء نور الدين لديها هي الأخرى قصتها الكفاحية الخاصة، سبق أن عملت مساعدة طباخ في أحد الفنادق الشهيرة بحي الزمالك، أحد الأحياء الراقية في مصر.. عملٌ نالته بعد إصرار، إذ كان دخول مطبخ الفندق مقصورا على خريجي مدارس السياحة والفنادق وهي حاصلة على دبلوم التجارة.
كافحت وفاء في عملها بالفندق حتى كُلفت بمهمة الطبخ، التي تعتبرها هوايتها المفضلة، بناءً على طلبها.
وفي أحد مطاعم القاهرة عام 2013، تعرفت وفاء على السوري مراد، وجمعتهما ظروف تتشابه في خطوطها العريضة وآلامها المريرة.
لم يكن "أورنينا" أول مشروع لهما، فقد أدار مراد مقهى يدعى "باب الورد"، لكن لمشاكل أمنية وخلافات سادت تلك الفترة، اضطر مراد للانسحاب من المشروع.
وكان البديل التالي لـ"باب الورد" هو "نصبة شاي" في الشارع، لكن لم تسر الأمور على ما يرام، ونشبت مشاكل بينه وبين صاحب "النصبة" التي استأجرها مراد.
وحول كل تلك الذكريات الأليمة، يقول مراد: "لم يكن الموضوع سهلا لقد كافحنا كثيرا حتى وصلنا إلى أورنينا، ونظل نكافح معا حتى نحافظ عليه".
راودت فكرة السفر عقل الشاب السوري بعد كل تلك العقبات التي يواجهها في حياته.. لكن الموضوع لم يكن سهلا على الإطلاق؛ حيث خشي علي أسرته الصغيرة، زوجته وابنه، مغبة السفر ومشاقه.
استقر بعد ذلك على اقتراح تأجير محل يتخذه مطعما؛ خاصة وهو أحد مشروعاته المؤجلة في سوريا، حيث كان ينوي إنشاء مطعم في دمشق القديمة، لكن الأحداث لم تسعفه.
بعد الاقتراض من الأقارب والمعارف نجحا في استئجار محل صغير أنفق فيه كل الأموال التي كانت بحوزته وشاركته زوجته ونصبت نفسها "الشيف الرئيسي بـ"أورنينا".
وبانتهاء مشكلة الإيجار، تأتي المشكلة التالية متمثلة في تدبير نفقات إدارة المطبخ، ليواجهها مراد بصنع الديكور بيده مثل المصابيح والطاولات والكراسي والمكتبات التي تحوي كتبا متنوعة، فضلا عن اللافتة التي تحمل اسم المطبخ في الخارج و"السبورة" التي اتخذها الزوجان كقائمة للطعام والمشروبات.
وتتحدث وفاء عن الطعام الذي تعده، موضحة أنها تبتكر أكلات جديدة للزبائن، كما لو أنهم في بيتهم، ففي كل يوم يأكلون وجبات متنوعة.
خلاصة تجربة مراد ووفاء، تحدث عنها زبائن من رواد مطبخهما، قالوا إنهم يشعرون وكأنهم في بيتهم وأن الطعام عالي المذاق.
ويقول أحد رواد المطعم من المصريين سألته بوابة "العين" حول جودة الطعام والخدمة في أورنينا: "الأكل هنا بيتي ونظيف.. مميز حيث أشعر أن هناك موهبة في المطبخ".
وتقول آلاء، سورية الجنسية: "آتي إلى أورنينا منذ عدة أشهر؛ حيث أشعر وكأني في البيت.. فهو خليط بين الطعام السوري والمصري".
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA==
جزيرة ام اند امز