بالصوت والضوء.. ميدان التحرير بإطلالة تاريخية من قلب العاصمة المصرية
المسلة يبلغ طولها 19 مترا وهي منحوتة من حجر الجرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفا أمام إحدى المعبودات
الصوت والضوء اللذان ميزا منطقة أهرامات الجيزة السياحية الشهيرة لسنوات طويلة، سيمارسان دورا مماثلا في ميدان التحرير وقلب العاصمة المصرية، ليتحول هذا الميدان بكل ما يتعلق به من ذكريات، إلى مزار سياحي وتاريخي يعكس هوية مصر وشعبها.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، طالب بتطوير القاهرة الخديوية، وتحويل العاصمة التاريخية إلى مزار تاريخي وسياحي ضخم.
- بـ7260 كوب قهوة.. قناع "توت عنخ آمون" يدخل "جينيس"
- ذكرى 25 يناير المصرية.. مشهد يتيم في ميدان التحرير
وبدأت شركة "مصر للصوت والضوء" التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام المصرية، تنفيذ مشروع إنارة ميدان التحرير ضمن خطة تطويره التي يتعاون في تنفيذها عدد من الجهات الحكومية بمصر.
وعلى هذا كان البدء في أعمال المرحلة الأولى من المشروع بتوريد وتركيب وحدات الإضاءة الخارجية الخاصة بالمتحف المصري بالتحرير والحديقة الخاصة به، وكذلك وحدات الإضاءة الخاصة بالميدان والمسلة الكبيرة في صحن الميدان.
ومن المقرر أن تتضمن المرحلة الثانية توريد وتركيب وحدات الإضاءة الجمالية لواجهات العقارات المطلة على ميدان التحرير، ويتم تمويل مشروع الإنارة من خلال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة المصرية.
مسلة الملك رمسيس الثاني وكباش الكرنك
ومن أهم أشكال التطوير التي يتم تنفيذها داخل ميدان التحرير، إزالة الإعلانات من واجهات المباني المطلة على الميدان وحفر موقع صب القاعدة الخرسانية التي ستحمل مسلة الملك رمسيس الثاني، المنقولة بالفعل على أجزاء.
يبلغ طول المسلة 19 مترا، وهي منحوتة من حجر الجرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفا أمام إحدى المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة للملك.
وبعد نقل المسلة من موقعها الأصلي بصان الحجر، سيجري ترميمها ووضعها في صحن الميدان بدلا من الساري الضخم الذي كان يحمل العلم المصري، وسيتم وضع 4 كباش من كباش الأقصر الشهيرة حولها.
وأثار قرار نقل 4 كباش من الأقصر لتزيين ميدان التحرير وسط القاهرة الجدل، وأعلن البعض استياءه من فكرة نقل أثر عام من أهم المواقع الأثرية في مصر وربما في العالم، إلى موقع في الطريق العام.
وأصدرت وزارة السياحة والآثار بمصر بيانا صحفيا، بمجرد إثارة الأزمة، أكد خلاله الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك أن تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش التي سيتم نقلها من معبد الكرنك إلى القاهرة ليست من التماثيل الموجودة على جانبي طريق الكباش المعروف الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك.
كما أكد أنها ليست من التماثيل الموجودة أمام واجهة معبد الكرنك وإنما تم اختيارها من بين تماثيل موجودة خلف واجهة المعبد (الصرح الأول) على جانبي الفناء، خلف مباني الطوب اللبن التي تركها المصري القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
وأشار إلى أن الوزارة حاليا تعكف على دراسة وتوثيق هذه التماثيل بشكل كامل، والقيام بكل أعمال الصيانة والترميم اللازمة للحفاظ على هذه التماثيل.
ميدان التحرير ذكريات حلوة ومُرة
لم يكن غريبا وجود خطة لإعادة ميدان التحرير رمزا تاريخيا مرة أخرى، فالميدان الذي تجري الآن عملية تحويله لمزار سياحي أطلق عليه في أول عهده "ميدان الإسماعيلية"، نسبة للخديوي إسماعيل الذي أصدر قرار إنشائه.
وكان الخديوي إسماعيل مغرما بالعاصمة الفرنسية باريس، وأراد تخطيط القاهرة على غرارها بإنشاء ميدان يشبه ميدان الشانزليزيه، وبالفعل كانت القاهرة الخديوية التي تتلاقى شوارعها في أوسع ميدان لها حتى اليوم.
تأسس ميدان الإسماعيلية (التحرير) عام 1865، على طراز ميدان شارل ديجول تحت إشراف المعماري الفرنسي باري لدي شامب، ثم تغير اسمه إلى "ميدان الحرية" نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919.
ومع قيام ثورة يوليو/تموز 1952، تم تغيير اسمه من "ميدان الإسماعيلية" إلى "ميدان التحرير" الاسم الحالي للميدان، في إشارة إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي.
ومع وقوع نكسة 1967 وإعلان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر استقالته، شهد ميدان التحرير تجمعات كبيرة للمواطنين من مختلف المحافظات، للمطالبة بالبقاء والتراجع عن القرار والاستمرار في حكم الدولة المصرية.
وفي يناير/كانون الثاني 2011 اندلعت مظاهرات مصرية من ميدان التحرير للمطالبة برحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن الحكم، وفي الوقت نفسه كان الميدان الشاهد الرئيسي على انتفاضة المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد مرور عام واحد من وصولهم إلى الحكم، والمطالبة بعزل محمد مرسي رئيس نظام الإخوان الإرهابية.
كما شهد الميدان تأييد المصريين للقوات المسلحة، وتفويض الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي للحرب ضد الإرهاب، واحتفالات كبيرة للاحتفاء بقناة السويس الجديدة وفوز الرئيس السيسي بحكم البلاد في 2014 وكذلك 2018.