ضحايا قطار "محطة مصر".. 5 قصص من قلب المأساة
محطة القطارات الرئيسية بالقاهرة شهدت قصصا عدة لضحايا الحادث، التي مهما اختلفت في تفاصيلها لكنها تتشابه في النهاية.
ساعات قليلة مرت ثقيلة على أهالي ضحايا حادث قطار محطة مصر، منذ علمهم بوقوع الحادث والتعرف على جثامين ذويهم داخل المستشفيات.
في صباح الأربعاء الماضي، اندلع حريق هائل بمحطة مصر في منطقة رمسيس وسط القاهرة، عقب اصطدام جرار قطار بالرصيف الخرساني، ما أدى إلى انفجاره ومقتل 22 شخصاً وإصابة 44 آخرين.
وشهدت محطة القطارات الرئيسية بالقاهرة قصصاً عدة رصدتها "العين الإخبارية" لضحايا الحادث، والتي مهما اختلفت في تفاصيلها وأسباب تواجدها داخل محطة مصر، إلا أنها تتشابه في النهاية.
وثقت عدسات المراقبة بالمحطة لحظة اندلاع النيران واصطدام القطار بالصدادة الخرسانية والرصيف، وخلال هذه اللحظة، مرت سيدة من على نفس الرصيف الذي شهد الحادث، وعقب اصطدام القطار بالرصيف، انتشرت الشظايا واندلعت النيران، لتلقى السيدة حتفها.
بينما لم يعلم المسعف خالد عبدالمنعم، الذي التحق بهيئة الإسعاف منذ نحو 10 أعوام، واعتاد على انتشال الجثث والمصابين من الحوادث والحرائق، أن يلقى هو الآخر نفس المصير في حادث قطار رمسيس.
وتواجد الشاب الثلاثيني الذي عمل سائقاً لسيارة إسعاف متمركزة في رمسيس وسط القاهرة، في محيط الحادث أثناء وقوعه، وأصيب إصابات بالغة أدت إلى وفاته في ثاني أيام الحادث.
وتقول أسرة عبدالمنعم، لمواقع مصرية، إنه طوال فترة عمله بالإسعاف، لم يندم يوماً ما على هذه الوظيفة، بينما كان دائم التأكيد على أن هذا دوره في مساعدة الآخرين بالمواقف الصعبة والمساهمة في إنقاذ حياتهم.
وفي طريق عودتهم من رحلة " الخير" الأخيرة، فرق الموت بين 7 أصدقاء أثناء عودتهم من مدينة أسوان إلى مدينتهم بالإسكندرية. وقبل أن يصطدم القطار بالرصيف، تحرك 3 منهم نحو شباك التذاكر، بينما ظلت "وسام حنفي ونادية صبور" على الرصيف، وتحركت الصديقة " هند محارم" بضعة أمتار عن الرصيف نفسه.
حالة من الصدمة انتابت الناجين من الحادث، الذين تحركوا إلى تغيير تذاكر العودة إلى الإسكندرية، عقب عودتهم من تدشين مستشفى خيري بصعيد مصر. وبعد اصطدام جرار القطار واندلاع النيران، سارع "سامح حميدو" للاطمئنان على صديقاته، ليكتشف وفاة وسام ونادية، الأقرب من موقع الحادث، وإصابة هند بحروق.
ويسرد أحد الناجين من الحادث أن لحظات وأمتاراً كانت هي الفارق بين حياة الأصدقاء، مشيراً إلى أن الحزن والصدمة سيطرا على باقي المجموعة، لفقدانهم صديقتين في الحادث.
ورغم أن رحلة بيشوي كامل من أسوان إلى القاهرة، كانت تحمل الكثير من الأحلام لاستلامه ترخيص مزاولة المهنة من النقابة العامة لطب الأسنان، إلا أن القدر كان له كلمة أخرى.، ليلقى بيشوي مصرعه أثناء تواجده على الرصيف المقابل لقطار محطة مصر.
واستقل بيشوي، مساء الثلاثاء، القطار المتجه إلى القاهرة، حاملا أمنيات الوظيفة الجديدة. وعقب وصوله إلى محطة مصر، أجرى آخر مكالمة له مع خطيبته، ليؤكد له أنه بخير.
وعقب علم أهل بيشوي بوقوع حادث داخل محطة مصر. سارع الجميع من أسرته وأصدقائه للاطمئنان عليه والاتصال به، وبعد ساعات قليلة علمت الأسرة أن بيشوي ضمن ضحايا حادث القطار.
وفي صباح الأربعاء، توجهت سامية عليوة مع حفيدتها إلى المحطة في طريقهما للسفر إلى إحدى المحافظات المصرية، وأثناء لحظة انتظارهما للقطار وقع الحادث، الذي أودى بحياة الجدة فقط، بينما ظلت الحفيدة تبحث عن جدتها في زحام القطارات.
وطوال الـ72 ساعة الماضية، ظلت أسرة سامية عليوة، صاحبة الـ55 عاماً، تبحث عنها بين المستشفيات، عقب فقدانها أثناء الحادث حتى علمت بالنبأ الأليم.