بالصور.. المرأة في مصر القديمة.. ملكة وكاهنة وقائدة جيش
المرأة حازت على مكانة رفيعة وصلاحيات موقرة سجلتها جدران المعابد وشهدت بها مراجع تاريخ مصر القديمة.. نستعرضها في ذكرى يوم المرأة العالمي.
مكانة وصلت لدرجة التقديس، ملكة تأمر فتطاع وتنهض بالبلاد، قائدة جيش ترهب الأعداء وتحمي العباد، كاهنة تحترم وتوقر، قاضية، وشاعرة، وطبيبة، وسيدة أعمال.
تلك المكانة والصلاحيات الواسعة والموقرة سجلتها جدران المعابد وشهدت بها مراجع تاريخ مصر القديمة، وتستدعيها "العين" في ذكرى احتفالات يوم المرأة العالمي.
قداسة
بلغت مكانة المرأة فى المجتمع المصري القديم لدرجة القداسة والتبجيل كربات تقام لها المعابد وتجري لها الطقوس والصلوات وتلعب دوراً بارزاً في الديانة المصرية القديمة, مثل المعبودة "إيزيس"، التي أقيمت لها عدة معابد من أشهرها معبدها في جزيرة فيله بمدينة أسوان، والمعبودة "حتحور" ربة الموسيقى والغناء والحب، وكان يرمز لها بالبقرة، وكانت عبادتها ما بين مدينة الأشمونين بالقرب من الفيوم ومدينة أبيدوس بالقرب من سوهاج، وأقيم لها معبد "دندرة".
وهي "ماعت" إلهة العدل والنظام، وأيضاً صُورت إلهة السماء "نوت "على هيئة امرأة، وكانت "إيبة " إلهة فرس النهر وربة الولادة وحامية الأقصر في الميثولوجيا المصرية، والإلهة "سخمت "هي إله الحرب، وهي السيدة العظيمة ومحبوبة بتاح وسيدة الحرب والجبارة لما لها من قوة دفاعية خارقة.
ملكة العرش
طوال التاريخ المصري القديم تولت عدة ملكات عرش مصر ونجحن في الحكم وقيادة البلاد، ففي الدولة القديمة وتحديداً فى عصر الأسرة الأولى تولت "مريت نيت" وهي أول ملكة امرأة تحكم في تاريخ العالم، وحكمت الملكة "خنت كاوس" في أواخر الأسرة الرابعة حوالي 2300 ق م، والملكة "نيت اقرت" في نهاية الأسرة السادسة، وفي عهد الدولة الوسطي تولت الملكة "سوبك نفرو" أواخر الأسرة الثانية عشرة.
بالإضافة إلى ملكات الدولة الحديثة وأبرزهن "حتشبسوت"، التي تولت العرش فى عام 1490 ق م, وأخيراً الملكة "تاوسرت" هي آخر امرأة حكمت عرش مصر كملكة حاكمة، حيث تولت الحكم لمدة ثماني سنوات، وفي الفترة البطلمية كانت "كليوباترا السابعة" ذات الأصول اليونانية، وحكمت مصر بعد أن طردت أخيها بطليموس الثالث عشر عن الحكم.
شريكة في الحكم
طوال التاريخ المصري القديم والمرأة شريكة في الحكم، مساندة زوجها الملك، وأبرزهن "تي" زوجة الملك أمنحوتب الثالث، وهي والدة إخناتون وجدة توت عنخ آمون، و"نفرتيتي" زوجة الملك إخناتون، والتي ساعدته في نشر مذهبه الديني، وتأسيس عاصمته في تل العمارنة، وتحملت معه فترات معاركه مع كهنة آمون.
وتعد "نفرتاري" مستشارة وزوجة الملك رمسيس الثاني، واحدة من أقوى النساء التي ظهرت في التاريخ المصري لما لها من مكانة خاصة عند الملك الذي بني لها معبداً خاصاً في أبو سمبل، والتي شاركت في معاهدة السلام التي أبرمها الملك مع الحيثيين، والتي تعتبر أقدم معاهدة صلح في التاريخ.
المرأة قائدة الجيش
لعبت المرأة دوراً هاماً في الدفاع عن مصر ضد العدو الغازي والطامع في نهب ثروات واحتلال الأرض، وقادت الجيوش لحماية البلاد والعباد، وأبرز القائدات العسكرية في تاريخ مصر "إياح حتب"، وقد ورث إياح حتب النضال الوطني عن والديها فهي ابنة الملكة "تتي شيري" التي ساندت زوجها "تاعا" الأول في كفاحه ضد الهكسوس، وقامت بدورها في قيادة الجيش المصري ضد الهكسوس في عدة حملات لطردهم من البلاد.
وصلت "إياح حتب" إلى أعلى المراتب العسكرية، فقد دلت الاكتشافات الأثرية التي وجدت في تابوتها على حصولها على وسام "الذابة الذهبية"، وهو أكبر الأوسمة والنياشين العسكرية التي تمنح لقائد الجيش نظير تقديمه خدمات عسكرية استثنائية أثناء الحروب، وقامت بعد مقتل زوجها "سقنن رع" بتربية أولادها "أحمس" و"كامس" على النضال والقتال ضد الهكسوس.
كاهنة
لم تقتصر حياة المعبد في مصر القديمة على الرجال فقط, بل كان هناك في مصر أيضاً كاهنات يقمن بخدمة المعبد بطبقات ووظائف بل وألقاب مختلفة، فكان يطلق عليها "صاحبة الإله"، و"المتعبدة "، و"الإلهية"، وكان من أهم وظائف الكاهنات في المعبد عزف الموسيقى والغناء والرقص, وكانت كاهنات "حتحور" هن البارعات في الموسيقى والرقص, في حين كاهنات "آمون" يتميزن بالصوت الجميل.
وصلت المرأة في المعبد إلى منصب كبيرة الكهنة، واستحقت لقب"حمت – نتر" أي كبيرة الكهنة مقابل لقب "حم – نتر" الذي كان يحمله الرجال، وكانت "سشات" هي ربة المعمار الفلكي، وأمينة مكتبة الكون التي تمسك دائماً باللوح والقلم، وعند القيام ببناء معبد كانت سشات هي التي تشرف على إرساء قواعد البناء وتحديد اتجاهاته، وربطه بالفلك والنجوم, ولأهمية تلك الطقوس كان الملك بنفسه هو الذي يشرف عليها.
المناصب العليا
اقتحمت المرأة جميع ميادين العمل في مصر القديمة، واستطاعت أن تحتل المناصب العليا فيها، كما يقول الباحث الأثري "محمد بكير"، فقد عملت المرأة بالقضاء مثل "نبت" من الأسرة السادسة، وتكرر المنصب خلال عهد الأسرة السادسة والعشرين وأيضاً العمل بمجال الطب مثل "بثت" والتي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، ووصلت الكاتبات منهن لمنصب مديرة، ورئيسة قسم المخازن، ومراقب المخازن الملكية، وسيدة أعمال، وكاهنة".