فنانون مصريون: ارتفاع التكاليف يمنع إنتاج الأعمال الدينية
الممثل المصري رشوان توفيق يؤكد أن سبب غياب الأعمال الدينية يعود لارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم وجود المنتج المغامر الذي يتحمس لهذه الأعمال
رغم الإنتاج الغزير الذي يحتويه أرشيف السينما المصرية، فإنه لا يتضمن سوى عدد محدود من الأفلام الدينية من أهمها "ظهور الإسلام" إنتاج عام 1951 والذي شارك في بطولته أحمد مظهر وسعد أردش، وفيلم "فجر الإسلام" في 1971 الذي ضم نخبة من الفنانين الكبار مثل محمود مرسي وسميحة أيوب ويحيى شاهين.
وفي الدراما التلفزيونية، لا توجد أعمال دينية كثيرة رغم التاريخ الطويل للتلفزيون المصري، فلا تتعدى المسلسلات الدينية 20 عملا، وبمرور الأيام وتعاقب السنوات اختفت تماما الأعمال الدينية.
ومع بداية العام الهجري الجديد ترصد "العين الإخبارية" الأسباب التي أدت إلى غياب الأعمال الدينية وتراجع حماس شركات الإنتاج الفني لها، والتي ساقها 3 من أبرز الفنانين المصريين الذين شاركوا في أعمال دينية خالدة.
يقول الفنان رشوان توفيق لـ"العين الإخبارية": "من المؤسف أن تغيب المسلسلات والأفلام الدينية، والسبب الحقيقي لهذا الأمر هو ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم وجود المنتج المغامر الذي يتحمس لهذه النوعية من الأعمال الفنية".
ويضيف: "لو تأملت الأرشيف الفني جيدا ستكتشف أن أغلب الأعمال التي خرجت للنور كانت من إنتاج الدولة، لأن المسلسلات والأفلام الدينية تحتاج إلى ملابس معينة وديكورات ضخمة وخيول وأعداد كبيرة من الكومبارس، لذا أتمنى أن يعود قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري إلى مجده الغائب ويقدم أعمالا دينية وتاريخية مهمة".
وقالت الفنانة سميرة أحمد: "شاركت في بطولة فيلم الشيماء وجسّدت دور شقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، وفخورة بهذا الفيلم وأعتبره علامة بارزة ومهمة في السينما المصرية، وخضت تجربة الإنتاج الفني وأعرف جيدا أن تقديم مثل هذه الأعمال ليس سهلا، ويحتاج إلى مبالغ كبيرة لا يتحملها المنتج الفرد".
وتابعت: "تحملت مؤسسة السينما التابعة للدولة ميزانية إنتاج فيلم الشيماء، ولم يستطع أي منتج القيام بهذه المهمة، فإذا أردنا أن تعود الأعمال الدينية من جديد يجب أن تعود الدولة إلى الإنتاج، فكل شركات الإنتاج الموجودة على الساحة الآن تريد تقديم أعمال ذات تكلفة محدودة وجني أكبر نسبة من الأرباح".
وعلقت الفنانة نهال عنبر على غياب الأعمال الدينية بقولها: "قدمت أعمالا دينية كثيرة، وكان أغلبها من إنتاج التلفزيون المصري ومنها (المرأة في الاسلام) لكن لم أجد عبر مشواري الفني شركة إنتاج خاصة تتحمس لمثل هذه الأعمال ربما بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وربما لأنها تجد صعوبة في التسويق".
وتابعت: "الحل الوحيد لعودة الأعمال الدينية هو اندماج أكثر من شركة إنتاج في كيان واحد لتقديم عمل ديني محترم ويحمل كل مواصفات الجودة".