بالصور.. "سيد جمعة" المصري يهزم ملوك البيتزا في قلب روما
سيد جمعة ومحمد فتحي مصريان يرويان قصة نجاحهما في عالم البيتزا بإيطاليا.. ما حكايتهما؟
بالفطير "المشلتت" انتزع المصريون لقب ملوك البيتزا من ملوكها الأصليين، أهل نابولي بجنوب إيطاليا، وتربعوا على عرش ملوك البيتزا.
فبحسب مركز الدراسات الفيدرالية للتجارة العامة الإيطالي يستحوذ المصريون على أكثر من 40% من مطاعم البيتزا في ميلانو بشمال إيطاليا، والتي يصل عددها لحوالي 130 مطعم بيتزا. أما في العاصمة روما فيمتلك المصريون أكثر من 25% من مطاعم البيتزا.
بوابة "العين" الإخبارية زارت أحد تلك المطاعم التي يمتلكها مصري بالعاصمة روما.
- "العين" تحاور الشامي.. أول مصري يضع بصمته على غلاف "فوتوشوب"
- بالصور.. بساق واحدة بطل رياضي يقهر السرطان ويبدع في الأزياء
قادما من "شبرا ملس"، إحدى قرى مركز زفتى التابع لمحافظة الغربية، بقلب الدلتا في شمال مصر، يتذكر "السيد جمعة" قريته، التي انطلق منها في رحلة سفر حتى وصل إلى امتلاك مطعم البيتزا الخاص به، الذي يقع بجانب محطة القطارات الرئيسية في العاصمة روما "تيرميني"، وأطلق عليه اسم واحدة من أشهر ملكات الفراعنة، "كليوباترا".
"جمعة" قال إن رحلته في روما بدأت منذ 24 عاما، وتحديدا في عام 1993، ويضيف: "أتيت إلى هنا حيث كان شقيقي يقيم، وبدأت بطبيعة الحال من أسفل السلم، ككل البدايات الشائعة آنذاك، فبدأت العمل في غسل الأطباق، ثم تعلمت مهنة صناعة البيتزا، حتى أجدتها، وأكرمني الله في هذا المجال حتى تمكنت من امتلاك هذا المحل عام 2009".
ويرجع "جمعة" سبب سيطرة المصريين والأجانب بشكل عام على صناعة الطعام في إيطاليا، إلى حقيقة اجتماعية تفشّت بين الإيطاليين منذ فترة، فلم يعد هناك إيطالي يقبل العمل في مطعم أو مقهى لمدة 18 ساعة يوميا، ستة أيام في الأسبوع، ولذلك، بحسب جمعة، كانت السلطات الإيطالية تغض الطرف عن تسلل العمالة الأجنبية الرخيصة العاملة في هذا المجال، لتصنع البيتزا للإيطاليين وتقدم لهم الكابتشينو. ويقول: "هكذا يمكنك أن ترى في روما مئات الوجوه الآتية من قرى مصر، دخلوها الواحد إثر الآخر، ليعملوا في هذا المجال بعينه".
"العين" التقت محمد فتحي، أحد العاملين بمطعم "كليوباترا" للبيتزا، فقال إنه من قرية محلة منوف في طنطا. ويحكي تجربته مع السفر قبل الاستقرار في إيطاليا قائلا: "عمري 29 عاما، فأنا من مواليد 1987، سافرت إلى ليبيا ثم عدت إلى مصر، وسافرت إلى اليمن بعد أن أخبرني شخص ما بأنه سيساعدني على السفر إلى أوروبا من هناك، ولكن ذلك لم يحدث، فعدت إلى مصر مرة ثانية. ولم أيأس، فسافرت إلى اليونان، ولكن الشرطة أمسكت بي هناك لإقامتي بطريقة غير شرعية، وعدت إلى مصر للمرة الثالثة. وبعد اليونان سافرت ترانزيت إلى إسبانيا وبقيت بها خمسة أشهر، ثم جئت إلى إيطاليا، وبقيت فيها 3 أشهر، حتى تعلمت اللغة الإيطالية، وحصلت على عمل والحمد لله".
وعن أنواع البيتزا التي يصنعها يقول محمد لـ"العين": "يصنع البيتزاريا هنا نوع بيتزا الصاجات (taglio)، لانها النوع المناسب للمسافرين الذين يكونون أغلب زبائن المطعم، ونصنع حوالي 10 أنواع مختلفة من البيتزا يوميا، هي الأكثر قبولا لدى الناس".
أما أنواع البيتزا بشكل عام في إيطاليا، فيؤكد "فتحي" انها أكبر من أن تحصى، حيث يمكن وضع كافة المكونات بمختلف الكميات على البيتزا، فنحصل على نوع جديد.
ورغم حكايات سيد جمعة ومحمد فتحي، هناك مفارقة كبرى في العلاقة بين المصريين والإيطاليين، يتجاوز عمرها مائة عام. فمع بدايات القرن العشرين كانت مصر، خاصة مدينة الإسكندرية، هدفا مفضلا لهجرة الإيطاليين الباحثين عن فرصة عمل، حتى بلغ عدد الجالية الإيطالية في مصر خلال ثلاثينيات القرن العشرين أكثر من مائة ألف إيطالي، عملوا في مجالات التجميل وتجارة وصناعة الأثاث.
كما تخصصوا في أعمال الوساطة بالبورصة المزدهرة آنذاك، حتى بدأت رحلة عودتهم بشكل عكسي من مصر إلى إيطاليا بعد ثورة يوليو 1952، وصولا إلى أن انقلب الوضع تماما في العقود الأخيرة إلى ما يسمى بـ"قوارب الموت"، التي يركبها الشباب المصري بالعشرات، منطلقة من السواحل المصرية سعيا للتسلل إلى بلاد الرومان.
"جمعة" أشار في حديثه إلى أن 6 من شباب قريته "شبرا ملس" كانوا على متن قارب رشيد الغارق في سبتمبر الماضي، وعاد منهم 4 فقط.