بـ"مهرجانات العيد".. اليمن يسمو فوق جراح حرب الحوثي (صور)
بالقرب من خطوط النار الملتهبة، يسمو اليمنيون بجراحاتهم ويحتفون بعيد الأضحى فنيا وغنائيا وذلك رغم قصف مليشيات الحوثي.
وحققت مهرجانات فنية وثقافية أقيمت في مدينة المخا حاضرة الساحل الغربي ومدينة تعز (جنوب)، نجاح كبيرا بعد أن جذبت آلاف العائلات لتعيش أجواء عيدية مختلفة وغير مسبوقة بعيدا عن أجواء وجراح الحرب.
ففي تعز توافدت مئات العائلات إلى ميدان "الشهداء" الواقع قرب خطوط النار والذي يحتضن مهرجانا ثقافيا وغنائيا للاحتفاء بعيد الأضحى، وذلك بعد يوم من توقفه إثر قصف مدفعي للحوثيين استهدف حي مجاور لمكان الفعالية.
كما يتعرض المهرجان لتحريض ممنهج من قبل متطرفي الإخوان في المدينة المحاصرة بزعم نشر الفجور والرذيلة.
لكن تحديات الموت هذه من قبل الحوثي والإخوان لم تمنع عائلة اليمني "محمد صلاح" المؤلفة من 5، بينهم 3 أطفال من حضور مهرجان "ما عيد إلا في تعز" للاحتفاء بعيد الأضحى وعيش لحظات جميلة مع الطرب والغناء.
ويقول رب العائلة محمد صلاح لـ"العين الإخبارية"، إنه حضر مع المئات الفعالية الفنية والغنائية بتعز بحثا عن الحياة وقضاء أجواء الفرح والمتعة مع الأطفال وتجاوز تداعيات الحرب المفروضة حوثيا.
وثمن المواطن اليمني المبادرات التي يشارك فيها نجوم وفنانين اليمن وتزرع السعادة والسرور وسط عامة الناس رغم الحرب والقصف المستمر والحصار الحوثي للعام الثامن.
وكانت مليشيات الحوثي قصفت بقذيفة مدفعية ثالث أيام العيد حي مجاور للمهرجان الفني والغنائي في تعز ما أدى إلى توقفه لكن السلطات الأمنية في المحافظة المعترف بها وجهت لاحقا باستكمال الفعالية حتى الـ6 من عيد الأضحى.
وقال مدير مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف إنه تم السماح للمواطنين بالدخول مجانا إلى المهرجان الغنائي والفني "ما عيد إلا في تعز" فضلا عن مشاركتهم في الجوائز القيمة والمسابقات لجذب أكبر عدد من العائلات.
مهرجان على البحر الأحمر
في مدينة المخا على البحر الأحمر، جذب مهرجان تراثي أقيم للمرة الأولى منذ سنوات مئات العائلات غالبيتهم من الأسر النازحة الذي فرت من جور مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وانطلق، مهرجان "عيدنا موكا" بدعم من المقاومة الوطنية أمس الإثنين، وقدمت الفرق المشاركة عرضا مبهر من السباق البحري بالقوارب إلى لعبة "قفز الجمال" إلى الرقص الشعبي والغنائي والعروض الفنية.
وقال المكتب السياسي في المقاومة الوطنية في بيان إن المهرجان يأتي في سياق إعادة دور مدينة المخا التاريخي وشهرتها العالمية كمدينة صدرت شحنات البن باكرا.
كما يستهدف منح سكان الساحل الغربي والنازحين فرصة للفرح والسعادة والترفيه خلال أيام عيد الأضحى المبارك ونسيان أجواء الحرب الحوثية، وفق البيان.
وأعرب رئيس الدائرة التنظيمية للمكتب السياسي في المقاومة الوطنية وضاح بن بريك، عن سعادته" للمساهمة في رسم الابتسامة في وجوه الناس لتجاوز تداعيات الحرب المفروضة من قبل مليشيات الحوثي التي أهلكت الحرث والنسل".
تطبيع الحياة
ما بين تعز والمخا يرسم اليمنيون لوحة عيدية مختلفة تكشف توقهم للسلام والحياة الآمنة وقهرهم لترسانة الموت ودوي القذائف والصواريخ التي يطلقها الحوثيون رغم ما تشهد البلاد من هدنة أممية في شهرها الثالث.
وحسب مدير مديرية المخا اليمنية باسم الزريقي فإن المهرجانات العيدية هي تعبير عن الحياة ونشر الفرح في وقت يرسم المجلس الرئاسي" تفاصيل الاصطفاف الوطني ولم الشمل في أزهى صوره واقعية ووطنية".
وقال المسؤول المحلي في بيان تلقته "العين الإخبارية"، إن المهرجان هو جزء من مساعي الحكومة اليمنية والمقاومة الوطنية في تطبيع الحياة بعد سنوات الحرب والدمار وضمن توجه مجلس القيادة الرئاسي من أجل إعادة تفعيل المؤسسات وتنشيط المكاتب التنفيذية.
يشار إلى أن مهرجان "ما عيد إلا في تعز" في المدينة المحاصرة ومهرجان "عيدنا موكا" في المخا حاضرة الساحل الغربي تعد أحد أهم الفعاليات لمكاتب الثقافة في الحكومة اليمنية التي نظمت بدعم من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح.