فلسفة العيد.. كيف رأى العلماء والشعراء يوم الفطر؟
يستقبل عامة الناس يوم العيد بالثياب الجديدة والأطعمة المفضلة في هذه المناسبة السعيدة وزيارة الأقرباء والتنزه في الأماكن العامة.
لكن على الجانب الآخر كان علماء الدين والشعراء والمشاهير لهم رؤية مختلفة لهذا العيد، فبعضهم كان يفرح فيه فرحا فوق العادة، والبعض الآخر كان يراه يوما للحزن، وآخرون كانوا يفضلون العزلة.
علماء الدين والشعراء لم يتفقوا على نظرة واحدة لهذا العيد، فقد كان لكل منهم نظرته الخاصة، أو فلسفته الخاصة تجاه هذا اليوم.
- "العين الإخبارية" تعرض مجموعة مختارة من هذه النظرات المختلفة عن العيد، وفيما يلي بعضًا منها:
فلسفة رجال الدين
تتجلى فلسفة علماء الدين في خطبة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عيد الفطر، والتي قال فيها: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَيَخْسرُ فِيهِ الْمُسِيئُونَ، وَهُوَ أَشْبَهُ يَوْمٍ بِيَوْمِ قِيَامَتِكُمْ، فَاذْكُرُوا بِخُرُوجِكُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ إِلَى مُصَلَّاكُمْ خُرُوجَكُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّكُمْ، وَاذْكُرُوا بِوُقُوفِكُمْ فِي مُصَلَّاكُمْ وُقُوفَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكُمْ، وَاذْكُرُوا بِرُجُوعِكُمْ إِلَى مَنَازِلِكُمْ رُجُوعَكُمْ إِلَى مَنَازِلِكُمْ فِي الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ.. واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَدْنَى مَا لِلصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ أَنْ يُنَادِيَهُمْ مَلَكٌ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَبْشِرُوا عِبَادَ اللَّهِ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَكُونُونَ فِيمَا تَسْتَأْنِفُون".
وروي عنه أنه قال: "ليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن أمِنَ الوعيد"، ويقول: كل يوم لا يعصى اللَّهُ فيه فَهُوَ عيد".
وقال الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز في خطبة عيد الفطر: "أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يومًا وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبَّل منكم".
وقال ابن عابدين الدمشقي: "سمّي العيد بهذا الاسم لأنّ لله تعالى فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها: الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغير ذلك، ولأنّ العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور غالبًا بسبب ذلك".
رؤية الشعراء
أما نظرة الشعراء فكانت مختلفة عن العيد، فقد شابها الحزن أكثر من الفرح، لأنهم يتذكرون فيها أحباءهم الذين ليسوا معهم، ولا يرون العيد إلا بهم، فإن كانوا معهم فقد أقبل العيد، وإلا فالحزن يسود.
هذه النظرة أوضحها المتنبي في قوله: "يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ *** حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ.. أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم *** وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ".
وللمتنبي قصيدة شهيرة يقول في مطلعها: عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ *** بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ؟"، وثق فيها نظرته للعيد.
ويقول الشاعر الصوفي أبوبكر الشبلي: أصبحتُ في ترحٍ والناسُ في فرحٍ *** شتّان بيني وبين الناس في العيدِ".
وكان جلال الدين الرومي يقول لمحبوبه: "مَا مَرَّ ذِكرُكَ إلا وابتَسَمْتُ لهُ *** كأنكَ العيدُ والباقون أيّامُ".
وقد نظم أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة عن العيد قال في مطلعها: " العيد هلّل في ذُراك وكبّرا ***وسعى إليك يزف تهنئة الورى".
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA==
جزيرة ام اند امز