هل الأمة الإسلامية في حاجة إلى مذهب جديد؟ علماء أزهريون يجيبون (خاص)
فتحت دعوة الداعية الإسلامي السعودي صالح المغامسي لـ"إقامة مذهب إسلامي جديد" باب النقاش حول المذاهب الفقهية الإسلامية.
تعددت المذاهب منذ فجر الإسلام، واندثر أكثرها مع الزمن، ولم يصل منها سوى 4 سنية فقط: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، بالإضافة إلى 4 مذاهب أخرى أجاز علماء المسلمين في مجمع الفقه الإسلامي عام 2006 اتباعها وهي: الجعفري والزيدي والظاهري والإباضي.
هل الأمة الإسلامية بحاجة إلى مذهب ديني جديد؟ الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، ردت سريعًا، وقالت إن الدعوة إلى إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد، تفتقد الموضوعية والواقعية.. فكيف يرى علماء الأزهر هذه الدعوة؟.
اختلاف رحمة
يقول الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، إن الأزهر لديه منهج في فهم السنة والجماعة، حيث يدرس الأربعة مذاهب مجتمعة ولا يتبنى مذهباً بعينه.
ويصف هندي في حديث مع "العين الإخبارية" فكرة تعددية المذاهب في الأزهر بأنها "فكرة عبقرية" وهي سر نجاح الأزهر لما يقرب من ألف عام، مؤكدًا أن تبني بعض الدول لمذهب بعينه يؤثر عليها، ويجعلها تفكر في التطوير أو التغيير، أما التعددية الأزهرية فقد حققت الاستقرار الفقهي في المجتمع المصري.
وأوضح هندي أن بعض الدول الإسلامية تبنت مذاهب تتمشى مع عاداتها وتقاليدها وطبيعة المجتمعات بها، مثل المذهب المالكي مع المغرب العربي، والحنفي مع الأتراك، والشافعي في دول آسيا، فاختلاف المذاهب رحمة بالعباد.
وأضاف: "محاولة تأسيس مذهب جديد من بين فقه المذاهب الأربعة لا يعني أننا استخرجنا مذهبا جديدا، وكذلك فإن دعوة توحيد المذاهب لا تصلح لأن الظروف تتغير بتغير الوقت".
التخلف الفكري
وينقل الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، قول الإمام الراحل الشيخ محمود شلتوت: "ما كانت شريعة الله محصورة في مذهب ولا مقصورة عن مذهب، فيحق لأي مسلم أن يتعبد على أي مذهب من المذاهب المتبوعة إذا كان من المقلدين".
ويضيف كريمة لـ"العين الإخبارية" أنه معلوم أن فقه النصوص الشرعية موجود عند العلماء المتخصصين في كل زمان ومكان، لقوله تعالى: "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، فقد أمرنا الله باتباع الشريعة وليس الانكفاء على مذهب بعينه.
وأكد كريمة أن "روح التشريع الإسلامي الاجتهاد بضوابطه وعلمائه، فلا انكفاء على التراث ولا ذوبان في المعاصرة، ويحق للعلماء من أصحاب الاختصاص الاجتهاد المجمعي".
وشدد كريمة على ضرورة التجديد، مستشهداً بحديث النبي: "إنَّ اللَّهَ يبعَثُ لِهذِه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سَنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها".
وأوضح: "إذا وجدت المقتضيات والدواعي فلا بأس من رؤى علمية للمستجدات والمستحدثات والطوارئ والعوارض".
وختم كريمة حديثه بقوله: "للأسف المسلمون منذ أكثر من 600 عام ركنوا إلى التقليد وتقديس آراء السابقين بدعوى أنه ليس في الإبداع خير مما كان، وهذا ما أصاب المسلمون بالتخلف الفكري، فالدعوة إلى الاجتهاد ينبغي أن تتحرر من عدة أمور من بينها المذهبية والطائفية والمصالح السياسية".
أمر مستحيل
وقال الدكتور رفعت صديق، الأستاذ بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد من المعاصرين مَن يستطيع أن يؤسس مذهباً مثل العلماء القدامى، مؤكدًا: "من المستحيل أن يحدث ذلك".
وأضاف صديق لـ"العين الإخبارية" أن أي مذهب جديد سيكون به خلل وسيؤدي لتدمير حياة المسلمين، لأنه ليس هناك عالم فقهي مطلق في هذا العصر يتساوى مع مؤسسي المذاهب الفقهية.
وعن البحث عن الأيسر، قال صديق: "الأزهر يدرس المذاهب الفقهية الأربعة، ويأخذ بالأيسر من المذاهب ويطبقه".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA== جزيرة ام اند امز