اعتكاف للمسلمين أم اقتحام للمتطرفين؟.. توترات تطرق أبواب الأقصى
عشر أواخر من شهر رمضان دنا أجلها تعلو فيها راية الاعتكاف في المسجد الأقصى، إلا أن تزامنها العام الحالي مع عيد الفصح اليهودي، أطلق جرس إنذار من تصعيد محتمل.
فبينما تحاول الشرطة الإسرائيلية منع المصلين من الاعتكاف في المسجد الأقصى الذي يرونه حقًا لهم طوال ليالي رمضان، خاصة في العشر الأواخر، شحذت مجموعات يمينية إسرائيلية أسلحتها، داعية إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال أيام عيد الفصح، المرتقب يوم الخميس المقبل.
ملامح مشهد متوتر طرق أبواب المسجد الأقصى، ينذر بتفجير الأوضاع، ويضع عقبات على طريق الهدنة التي شارك في التوصل إليها: مصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الفلسطينيين والإسرائيليين.
فما أبرز تطورات الأوضاع؟
مساء السبت، تحصن العشرات من المصلين في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى وأغلقوا على أنفسهم الأبواب الخشبية الضخمة لمنع الشرطة الإسرائيلية من اقتحامه.
وقال شهود عيان في حديث لـ"العين الإخبارية" إنه على الفور وصلت عناصر الشرطة الإسرائيلية إلى أبواب المصلى القبلي، وطرقوها بقوة، مطالبين المعتكفين بالخروج، إلا أنهم رفضوا الخروج وأحكموا إغلاق الأبواب ما أدى إلى تراجع عناصر الشرطة الإسرائيلية.
لكنهم قالوا إن عناصر الشرطة الإسرائيلية أقدمت على قطع الكهرباء عن المعتكفين بالمسجد، في محاولة جديدة لإجبارهم على الخروج، إلا أنهم لم ينصاعوا لمحاولات قوات الأمن.
وسرت مخاوف من أن يشهد المسجد في ساعات الليل احتكاكات بين المعتكفين وعناصر الشرطة، خاصة أنه لا توجد مرافق صحية في داخل المصلى القبلي وإنما خارجه، ما سيجعل من الصعب على المعتكفين الوصول إليها.
لماذا الإصرار على الاعتكاف؟
يقول الداعمون للاعتكاف في المسجد الأقصى إن الاعتكاف بالمسجد في ليالي رمضان حق لهم؛ أسوة بباقي المساجد الكبيرة في العالم، معتبرين أن من شأن الاعتكاف التأكيد على أحقية المسلمين بالمسجد.
وقد حاول العشرات من المصلين الاعتكاف بالمسجد الأسبوع الماضي، لكن الشرطة الإسرائيلية باغتتهم قبل إغلاق الأبواب وأخرجتهم من هناك بالقوة.
ماذا تقول دائرة الأوقاف الإسلامية؟
دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والمسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، قالت في كتاب موقع من مدير عام الدائرة الشيخ عزام الخطيب، إن الاعتكاف يكون يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، وفي الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان.
بدوره، قال مسؤول كبير في دائرة الأوقاف الإسلامية لـ"العين الإخبارية" إن دائرة الأوقاف تريد أن يكون الاعتكاف على مدى ليالي شهر رمضان، لكن الشرطة الإسرائيلية ترفض ذلك.
ماذا تقول الشرطة الإسرائيلية؟
تدعي الشرطة الإسرائيلية أن المعتكفين يخططون لمنع اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى.
ومنذ عام 2003، وتسمح الشرطة الإسرائيلية، بدون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، على الاقتحامات أيام الأحد وحتى الخميس.
إلا أن عيد الفصح اليهودي الذي يستمر أسبوعًا، ويصادف العام الحالي يوم الخميس المقبل، يأتي بينما دعت مجموعات يمينية إسرائيلية إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال أيامه.
كما عرضت ذات المجموعات مكافآت مالية لمن يتمكن من إدخال قرابين الفصح اليهودي إلى المسجد الأقصى خلال أيام عيد الفصح، ولم يسبق أن نجحت هذه المجموعات بإدخال قرابين الفصح إلى المسجد الأقصى.
تفجر الأوضاع
ويقول مراقبون إن نجاح إدخال القرابين قد يفجر الأوضاع ليس فقط في المسجد الأقصى بل في الأراضي الفلسطينية برمتها.
وفي داخل المسجد الأقصى كان العشرات يؤدون الصلوات ويتلون القرآن بانتظار موعد صلاة الفجر، فيما عمدت الشرطة الإسرائيلية الأيام الماضية، إلى منع عشرات الشبان من دخول المسجد الأقصى بعد بدء صلاة التراويح خشية الاعتكاف بالمسجد.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 25 ألفا شاركوا الليلة في صلاة التراويح بالمسجد الأقصى.
وكانت جهود شاركت فيها مصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الفلسطينيين والإسرائيليين أثمرت عن التوصل لهدنة لمنع التوتر في شهر رمضان.
وشهدت السنوات القليلة الماضية اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على خلفية الاقتحامات للمسجد خلال الأعياد اليهودية.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA== جزيرة ام اند امز