مسنون يمنيون في مهن شاقة لإعالة أحفادهم.. والسبب الحوثي

منذ مقتل نجله في إحدى جبهات مليشيات الحوثي 2018، بات السبعيني ناجي العبسي يكابد الحياة لإعالة أحفاده من خلال عمله في بيع الخضراوات بصنعاء.

المسن الذي غررت مليشيات الحوثي بنجله الوحيد وتركوه يواجه ظروف وقسوة الحياة يعول 6 أطفال من بيع الخضراوات في أحد شوارع صنعاء معتمدا على ما يجنيه من مبلغ زهيد لا يكفي لسد رمق جوعهم.

يقول العبسي (اسم مستعار) المنحدر من محافظة المحويت (تبعد نحو 113 كيلومترا عن صنعاء إلى الجهة الجنوبية الغربية) لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي غررت بنجله الوحيد ودفعته إلى الهلاك بعد تجنيده وزجه في محارق الموت، وذلك بعد أن قدمت له وعودا كاذبة برعايته ورعاية أسرته.

• القاعدة في اليمن.. "العين الإخبارية" تتعقب هجمات الدم

وتحدث المسن اليمني عن التدهور المعيشي الذي أصاب أفراد عائلته بعد فقد نجله الوحيد، وهو أمر دفعه إلى الخروج بحثاً عن الرزق لإطعام 6 من أحفاده وبقية أفراد أسرته.

ويضيف أنه "يجني من بيع الخضراوات خلال 12 ساعة من العمل ما يعادل 4 آلاف ريال يمني نحو (6 دولارات) وهو مبلغ لا يكفي لشراء كيس دقيق للأطفال أو حتى وجبة غذاء كاملة".

ويشير إلى أنه يقوم بشراء الخضراوات كل صباح من سوق شميلة للجملة ثم بيعها في وسط صنعاء، في رحلة كفاح من أجل كسب لقمة العيش له ولأطفال نجله.

ويعد فقد الأبناء في جبهات مليشيات الحوثي واحدة من أبشع المآسي التي خلفتها المليشيات، إذ يُجبر الآباء وغالبيتهم من المسنين على تحمل مشقة العمل من أجل إعالة أحفادهم الصغار بعد أن تخلت عنهم المليشيات.

وحذر حقوقيون يمنيون من تحول عمال كبار السن في مناطق مليشيات الحوثي إلى ظاهرة مجتمعية كعمالة الأطفال المحظورة في التشريعات في جميع أنحاء العالم. 

ورفعت حرب مليشيات الحوثي أعداد المسنين العاملين في مهن شاقة، إذ يعد العبسي ضمن 1.65 مليون من كبار السن في اليمن المعرضون لخطر المجاعة، بحسب منظمة (HelpAge) الدولية، وهي شبكة عالمية لدعم كبار السن في جميع أنحاء العالم.

ووفقا للمنظمة الدولية فكبار السن يتحملون عبء الأزمات المتعددة التي تضرب اليمن، حيث يتأثرون بشكل خاص بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، واضطر معظمهم إلى تقليل مشترياتهم من الطعام، والحد من تناولهم الغذائي اليومي وتقليل حجم وجباتهم.

ويعاني بعض كبار السن من تراكم الديون، بسبب ارتفاع الأسعار، لذا يختارون العمل في مهن شاقة وبيع أدواتهم المنزلية ومقتنياتهم الثمينة، من أجل توفير المال لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومع ذلك، فإن ديونهم تتراكم دون أي وسيلة للسداد.