روحاني.. إجابة المرشد على أسئلة ترامب
معلقون: خامنئي اختار دمية مبتسمة لمواجهة عالم ضاق صدره من إصرار إيران على إثارة الأزمات.
لم يخل إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني، السبت، فوز حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي بانتخابات الرئاسة في إيران من مفاجأة.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن رئيس لجنة الانتخابات الإيرانية، علي أصغر أحمدي، قوله إن المرشح حسن روحاني تقدم على المرشح إبراهيم رئيسي بفارق 7 ملايين صوت تقريبا بعد فرز أكثر من 40 مليون صوت.
وبالعودة قليلا للوراء وتحديدا في فبراير/شباط الماضي تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي بالرد على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً حينها إن بلاده "لا تخشى التهديدات"، لكن نتائج "الانتخابات الإيرانية" التي جرت الجمعة، عكست على ما يبدو أول تنازل إيراني باختيار المرشد لصوت حسن روحاني "المهادن"، الذي يقترب من حسم الانتخابات في جولتها الأولى.
وكان خامنئي يرد على تصعيد الإدارة الأمريكية وتحذيراتها لإيران على خلفية انتهاكاتها المتكررة بشأن تجربة صاروخية جديدة وأعمال عدائية إيرانية ضد سفن البحرية الأمريكية.
وقال الرئيس ترامب، إن "كل الخيارات مطروحة للتعامل مع طهران"، في وقت أكد متحدث باسم البيت الأبيض أن أعمالها العدائية "لن تمر دون رد".
وبعد يوم من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي أنه حذر طهران، رد ترامب على سؤال بشأن هل سيبحث خيارات عسكرية، بالقول إن كل الخيارات "مطروحة على الطاولة" فيما يتعلق بالرد على تجربة الصاروخ الباليستي الإيرانية.
- إيران: روحاني يتصدر بـ 22 مليون صوت.. والمعارضة: الموتى صوتوا
- 156 نائبا أوروبيا: انتخابات إيران مزيفة وليست نزيهة
ومنذ توترت الأجواء بين ترامب وإيران، لا يكف ملالي طهران وحرسها الثوري على إطلاق الوعيد ضد واشنطن، لكن نتائج الانتخابات كشفت عن رغبة إيرانية في انتهاج سياسة "الذئب في ثوب الحمل" حسب معلقين.
وبالنظر إلى تصريحات أبو الحسن بني صدر رئيس إيران الأسبق الذي أكد خلالها أن "الواقع يؤكد عدم وجود ديمقراطية حقيقة" في بلاده، اختار المرشد دميته المبتسمة ليواجه بها عالم متحفز نافد الصبر من إصرار طهران على إثارة الأزمات، كما يغري أوروبا الطامحة في صفات نفط جديدة على البقاء في صفه ولو مؤقتا.
وفيما كانت طهران تستعد لعرضها الديمقراطي المشكوك فيه، وجه الجيش الأمريكي ضربة جديدة ضد ميليشيات تابعة لإيران في سوريا، وهو ما ابتلعه ملالي طهران على ما يبدو دون ضجيج، قبل أن يكشفوا عن إجابتهم النهائية في وجه العواصف المحتملة.
وكان بني صدر يشكو من غياب الديمقراطية في إيران، وهو ما عزاه إلى سيطرة خامنئي على جميع السلطات والأوضاع بالبلاد دون مسؤولية واضحة، لتعتمد سياسته على خلق أزمات داخلية وخارجية، وتدمير الاقتصاد، وتسخير كل موارد إيران لصالحه هو ورجاله، متسائلا: "يدعي المرشد أنه يجسد إرادة الله في الأرض، فماذا يتبقى للرئيس المسكين؟".