ناسا: «النينيو» ستساهم في نقص الغذاء العالمي حتى منتصف 2024
أظهرت توقعات صادرة عن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن ظاهرة النينيو ستساهم في انعدام الأمن الغذائي في مناطق بأفريقيا وأسيا والأمريكتين حتى منتصف 2024.
تعمل ظاهرة النينيو المستمرة على تعطيل أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء الكوكب، مع ما يترتب على ذلك من عواقب معقدة على إنتاج الغذاء.
من المتوقع أن تؤثر الأمطار الغزيرة في بعض الأماكن، أو ندرتها في أماكن أخرى، على غلات المحاصيل، وتترك 110 ملايين شخص على الأقل في حاجة إلى المساعدة الغذائية، وفقًا للعلماء الذين يشكلون جزءًا من شبكة FEWS NET لأنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة.
ظاهرة النينيو هي ظاهرة مناخية طبيعية تجعل درجات حرارة سطح البحر أكثر دفئا من المعتاد في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.
يعمل هذا الاحترار الدوري للمياه السطحية كصخرة في وسط جدول مائي، مما يعطل دوران الغلاف الجوي بطرق تؤدي إلى تغيير أنماط هطول الأمطار.
المناطق المتأثرة
من المتوقع أن تكون الظروف أكثر رطوبة في جنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي، ومن المرجح أن تكون الظروف أكثر جفافاً في الجنوب الأفريقي وأمريكا اللاتينية وأستراليا وأجزاء من جنوب شرق آسيا.
قد تساهم ظاهرة النينيو هذا العام، والتي من المتوقع أن تصل إلى ذروة قوتها حتى نهاية عام 2023، قبل أن تتبدد بحلول منتصف عام 2024، في ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في مناطق معينة.
تُظهر خريطة طورها شركاء شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، التأثير المتوقع لظاهرة النينيو على المحاصيل السلعية الرئيسية، بما في ذلك القمح والذرة والأرز وفول الصويا والذرة الرفيعة.
استندت الخريطة إلى تحليل غلات المحاصيل التاريخية وبيانات المناخ من عام 1961 إلى عام 2020.
قال ويستون أندرسون، عالم أبحاث مساعد في الفريق العلمي لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة: "من المتوقع أن تؤثر أحداث النينيو على غلات المحاصيل في ربع الأراضي الزراعية العالمية على الأقل".
أضاف: "في حين أن هناك عدم يقين بشأن طبيعة هذا التأثير على غلات المحاصيل هذا العام، لأن التأثير يختلف من نينيو إلى آخر، إلا أننا متأكدون من المحاصيل ستتأثر بشكل أو بآخر."
استنادًا إلى تحليل أندرسون وزملائه لإنتاجية المحاصيل التاريخية، فمن المرجح أن تؤدي ظاهرة النينيو إلى ضعف إنتاج الذرة في جنوب إفريقيا وأمريكا الوسطى بسبب الجفاف.
كما ستنخفض عادة إنتاجية القمح في أستراليا وإنتاجية الأرز في جنوب شرق آسيا.
في المتوسط، ستتحسن إنتاجية فول الصويا العالمية خلال ظاهرة النينيو.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يؤدي هطول الأمطار فوق المتوسط إلى تسهيل التعافي التدريجي من الجفاف الذي دام ثلاث سنوات في معظم أنحاء القرن الأفريقي وأفغانستان.
يقوم محللو الأمن الغذائي في شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة بتطوير سيناريوهات لكيفية تأثير نقص أو فائض هطول الأمطار الإقليمي على غلات المحاصيل، وبالتالي الأمن الغذائي، واستخدام هذه المعلومات لمساعدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) على فهم المساعدات الغذائية والاحتياجات الإنسانية.
يعد هذا العمل أساسيًا بشكل خاص في المناطق التي يعتمد فيها الكثير من الناس على زراعة محاصيلهم لتلبية احتياجاتهم اليومية.
هذا هو الحال في بعض البلدان في الجنوب الأفريقي، والتي تم تحديدها كمنطقة مثيرة للقلق في الإصدار الأخير لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة.
عادة ما تكون التأثيرات السلبية لظاهرة النينيو أقوى في المناطق الجنوبية الشرقية من أفريقيا، بما في ذلك زيمبابوي وجنوب زامبيا وجنوب ووسط موزمبيق وشمال شرق جنوب أفريقيا.
توقعات الرطوبة
خلال السنوات الماضية التي شهدت ظاهرة النينيو المعتدلة إلى القوية، تلقت هذه المناطق في كثير من الأحيان أمطارًا أقل من المعتاد ودرجات حرارة أعلى من المتوسط أثناء النهار خلال الأشهر الرئيسة لموسم النمو.
كما تُظهر خريطة أنتجت بواسطة نظام استيعاب بيانات الأراضي توقعات ظروف رطوبة التربة في الجنوب الأفريقي لشهر ديسمبر/كانون الأول 2023.
من المتوقع حدوث ظروف جافة لشهر ديسمبر/كانون الأول في أجزاء من أنغولا وناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق.
تسمح توقعات رطوبة التربة للمحللين بتتبع كيفية تطور ظاهرة النينيو الحالية وتأثيرها على المحاصيل مقارنة بالتوقعات.
تعتبر الذرة أهم محصول حبوب في الجنوب الأفريقي، حيث تمثل حوالي 70 في المائة من إنتاج الحبوب في المنطقة.
في السنوات الماضية لظاهرة النينيو، شهد إنتاج الذرة في زيمبابوي وجنوب أفريقيا عجزاً متوسطاً تراوح بين 10 و15 في المائة مقارنة بالإنتاج المتوقع.
شهدت بعض السنوات عجزا تجاوز 50 في المائة، مما أدى إلى ارتفاعات حادة في أسعار المواد الغذائية على المستوى الإقليمي. في جنوب مدغشقر، كان أداء محصول الذرة لعام 2023 سيئاً بالفعل بسبب أحداث الأعاصير وعدم انتظام هطول الأمطار.