تغير المناخ يهدد القيمة الغذائية للأسماك.. تراجع حاد في الأوميغا 3
الكالسيوم وأوميغا 3 أكثر العناصر والحديد والبروتين أكثر تضررا
تحتوي الأسماك على العناصر الغذائية التي تعتمد عليها شعوب العالم النامي أو منخفض الدخل في النظام الغذائي.
لكن التغير المناخي قد يتسبب في انخفاض القيمة الغذائية للأسماك بنسبة 30 % خلال نهاية القرن، مع استمرار معدل الانبعاثات الحالية، حيث يتسبب تغير المناخ في التأثير على العناصر الغذائية الموجودة في الطبيعية، من بينها الكالسيوم إذ يُتوقع انخفاضا فيه بنحو 15 إلى 40% بحلول عام 2100.
فقد كشفت الدراسة التي أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية عن أن أوميغا 3 ستشهد انخفاضًا بنسبة من 5 إلى 25٪ تقريبًا، وترجع هذه الانخفاضات إلى حد كبير إلى انخفاض كميات الأسماك السطحية المتاحة للصيد.
وفي حين أن زراعة المأكولات البحرية ستسهم بمزيد من العناصر الغذائية في المستقبل مقارنة بالمستويات الحالية، فقد توقع الباحثون أن هذه الزيادات لن تكون قادرة على تعويض الخسارة الناجمة عن مصايد الأسماك.
وفي ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة، فإن أي مكاسب في توافر العناصر الغذائية من زراعة المأكولات البحرية قبل عام 2050 ستضيع بحلول عام 2100.
"السبب الرئيسي لذلك هو تغير المناخ"، حسبما يؤكد المؤلف المشارك الدكتور محمد أوينلولا، بقسم علم الحيوان في جامعة كولومبيا البريطانية، حيث قال: "إن تغير المناخ يشكل أيضًا تهديدًا كبيرًا لتربية المأكولات البحرية، مما يتركنا مع عجز غذائي متزايد، كما أن استزراع المأكولات البحرية وحده لا يمكن أن يوفر حلاً شاملاً لهذه القضية المعقدة."
ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Nature Climate Change، يمكن وقف هذا إلى انخفاض بنسبة 10% تقريبًا إذا تمكن العالم من تحقيق أهداف اتفاق باريس والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بما لا يتجاوز 1.5 إلى 2 درجة مئوية - وهو ما أظهرته التقارير الأخيرة بأننا لسنا على المسار الصحيح لتحقيقه.
فالبلدان المنخفضة الدخل والتي تقع في جنوب العالم، تعتبر المأكولات البحرية عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي ولديها القدرة على المساعدة في معالجة سوء التغذية، لكنها أصبحت أكثر تضرراً من آثار تغير المناخ حسبما يرى المؤلف الأول الدكتور ويليام تشيونج، الأستاذ بمعهد UBC للمحيطات ومصايد الأسماك (IOF)، ومُعد الدراسة، حيث أكد أن المأكولات البحرية تُعتبر مصدرًا لا يمكن الاستغناء عنه وبأسعار معقولة للعناصر الغذائية.
أربعة عناصر غذائية
وقد ركز الباحثون على 4 عناصر غذائية متوفرة بكثرة في المأكولات البحرية ومهمة لصحة الإنسان، وهي: الكالسيوم والحديد والبروتين وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي لا تتوفر بسهولة في مصادر غذائية أخرى.
ووجد الباحثون أن توافر هذه العناصر الغذائية بلغ ذروته في التسعينيات، ثم ظل راكدًا حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على الرغم من الزيادات التي توفرها زراعة المأكولات البحرية، وصيد اللافقاريات، مثل الجمبري والمحار.
وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن ينخفض توافر جميع العناصر الغذائية الأربعة من المصايد، وسيكون الكالسيوم هو الأكثر تضررا، إذ يتوقع انخفاضا بنحو 15 إلى 40% بحلول عام 2100 في ظل سيناريو الانبعاثات المنخفضة والمرتفعة، على التوالي.
ومن المتوقع أن ينخفض توافر جميع العناصر الغذائية الأربعة من المياه الاستوائية في الدول ذات الدخل المنخفض بشكل عام، مثل إندونيسيا وجزر سليمان وسيراليون، بشكل حاد بحلول نهاية القرن في ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة، مقارنة بالانخفاضات الدنيا في الدخل المرتفع، والمياه غير الاستوائية، مثل تلك الموجودة في كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وقالت الدكتورة كريستينا هيكس، أستاذة بجامعة لانكستر: إن "الأسماك السطحية الصغيرة غنية بالفعل بالكالسيوم، لذلك في مناطق العالم التي يعاني فيها الناس من عدم تحمل سعر الحليب أو حيث تكون الأطعمة ذات المصدر الحيواني الأخرى، مثل اللحوم ومنتجات الألبان، أكثر تكلفة بكثير، تُعد الأسماك عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي للناس"، "في أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة البلدان المنخفضة الدخل عبر المناطق الاستوائية، توفر الأسماك العناصر الغذائية التي يفتقر إليها الناس في النظام الغذائي".
وعلى الصعيد العالمي، توقع الباحثون أن ينخفض توافر المغذيات من مصادر المأكولات البحرية بنحو 4 إلى 7% لكل درجة مئوية من الحرارة، وبالنسبة للبلدان ذات الدخل المنخفض في جميع أنحاء المناطق الاستوائية، بما في ذلك نيجيريا وسيراليون وجزر سليمان، كان الانخفاض المتوقع من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي بما يقرب من 10 إلى 12% لكل وحدة احترار.
- دولة الإمارات.. مسيرة مناخية غيرت العالم
- رئيس الإمارات يلتقي المشاركين في الاجتماعات الوزارية التمهيدية لـCOP28
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjE3IA== جزيرة ام اند امز