خطة الرواتب الأضخم في التاريخ.. هل تمنح إيلون ماسك لقب أول تريليونير؟

قد يصبح إيلون ماسك أغنى رجل في العالم أول تريليونير إذا تمكن من تحقيق سلسلة من الأهداف التنافسية لشركته المتخصصة في السيارات الكهربائية خلال العقد المقبل، وذلك وفقا لحزمة رواتب مقترحة أصدرتها شركة تسلا.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، أعلنت الشركة في إفصاح تنظيمي يوم الجمعة أنها ستمنح ماسك أسهما تعادل 12% من الشركة موزعة على اثنتي عشرة شريحة منفصلة، إذا حققت أهدافا محددة للأداء تشمل زيادات هائلة في إنتاج السيارات وسعر السهم والأرباح التشغيلية.
وإذا وافق المساهمون على الخطة، فقد يصبح ماسك أول مدير تنفيذي في العالم تتجاوز ثروته تريليون دولار، لكن المكافأة ستكون على شكل أسهم لا نقدا، كما أن الأهداف الموضوعة تبدو صعبة التحقيق.
نجح ماسك في تحويل تسلا إلى شركة السيارات الأعلى قيمة في العالم رغم الشكوك التي لاحقته، غير أن التحديات المقبلة تبدو أصعب بكثير، خصوصًا أن قطاع السيارات الكهربائية يمر حاليًا بحالة ركود، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى انخراط ماسك في السياسة اليمينية، الأمر الذي أضر بصورة الشركة.
ويقول المحلل سام أبوالسميد من شركة تيليمتري، والذي يتابع أسهم تسلا التي انخفضت بنسبة 25% هذا العام: "لا يهم كم يتقاضى من مال، فالمشكلة أنه لا يستطيع السيطرة على نفسه، وكلما تكلم أكثر، زاد نفور العملاء المحتملين منه".
ولكي يحصل ماسك على أول حزمة أسهم تعادل 1% من الشركة، يجب أن تبلغ القيمة السوقية لتسلا 2 تريليون دولار، أي ضعف قيمتها الحالية.
أما للحصول على جميع الأسهم التي قد تجعله أول تريليونير في العالم، فيتطلب الأمر ارتفاع القيمة السوقية إلى 8.5 تريليون دولار، وهو ما يعادل ضعف قيمة شركة إنفيديا، الشركة الأكثر قيمة في العالم حاليًا.
ومن بين الأهداف الأخرى أن تصل مبيعات تسلا إلى 20 مليون سيارة، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف إجمالي مبيعاتها منذ تأسيسها، إلى جانب التوسع في مجالات الروبوتات وسيارات الأجرة الآلية عبر بيع مليون روبوت ومليون سيارة أجرة ذاتية القيادة، رغم أن الشركة متأخرة في هذا القطاع مقارنة بمنافسين مثل وايمو.
كذلك سيكون على ماسك البقاء في تسلا مدة لا تقل عن سبع سنوات ونصف لتصفية أي أسهم، وعشر سنوات للحصول على كامل المبلغ.
من المقرر أن تصوت الشركة على الخطة في اجتماع المساهمين السنوي المقرر في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، في وقت سبق لمحكمة في ديلاوير أن رفضت حزمة رواتب ماسك القياسية التي بلغت 44.9 مليار دولار عام 2023، قبل أن تستأنف تسلا الحكم. وتشمل الشريحتان الأخيرتان من الخطة شرطًا يفرض على ماسك وضع إطار لخلافته في منصب الرئيس التنفيذي.
لكن التحديات لا تتوقف عند ذلك، إذ تراجعت مبيعات تسلا هذا العام بشكل ملحوظ بسبب ارتباط ماسك بالرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي أوروبا انخفضت المبيعات بنسبة 40% في يوليو/تموز مقارنة بالعام الماضي، حتى مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية، بينما واصلت منافستها الصينية BYD تسجيل قفزات قوية، حيث ارتفعت حصتها السوقية إلى 1.1% مقابل 0.7% لتسلا.
كما أعلنت تسلا في الربع الأخير أن أرباحها الفصلية تراجعت من 1.39 مليار دولار إلى 409 ملايين دولار، في حين انخفضت الإيرادات ولم تصل حتى إلى مستوى التوقعات المخفضة في وول ستريت.
ورغم هذه التحديات، منحت تسلا الشهر الماضي ماسك منحة أسهم بقيمة 29 مليار دولار كمكافأة على ما وصفته بـ"سنوات من النمو التحويلي وغير المسبوق"، مؤكدة أن هذه المنحة تعد خطوة أولى بحسن نية للحفاظ على تركيزه وولائه للشركة، خاصة أنه يدير في الوقت نفسه شركات أخرى مثل سبيس إكس وxAI.
وكان ماسك قد صرح مؤخرًا أنه بحاجة إلى المزيد من الأسهم والسيطرة حتى لا يتمكن نشطاء المساهمين من إزاحته. وبعد الإعلان الأخير ارتفع سهم تسلا بنسبة 2.5% في تداولات منتصف النهار، لكن يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع ماسك تخطي العقبات وتحقيق هذه الأهداف الضخمة ليصبح أول تريليونير في العالم؟