الإليزيه في مرمى غضب "السترات الصفراء" قبل كلمة مرتقبة لماكرون
الشرطة عززت وجودها في محيط قصر الإليزيه ونشرت مدرعاتها وسط دعوات المحتجين لاقتحامه.
أغلقت الشرطة الفرنسية، السبت، الطرق المؤدية إلى الإليزيه (القصر الرئاسي) وعززت انتشارها في محيطة على نحو غير مسبوق بعدما بات غضب متظاهري "السترات الصفراء" موجها نحوه.
ورفع المتظاهرون الذين احتشدوا في قلب العاصمة الفرنسية لافتات تطالب برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي قرر إرجاء كلمة له بشأن الاحتجاجات لما بعد السبت الذي دعت فيه حركة "السترات الصفراء" لتصعيد الاحتجاجات.
- احتجاجات "السترات الصفراء" في باريس.. لحظة بلحظة
- ماكرون يدعو لـ"اجتماع أزمة" بعد رفض "السترات الصفراء" التفاوض
وتفجرت موجة الاحتجاجات في فرنسا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اعتراضا على رفع الضرائب على المحروقات، ورغم تراجع الحكومة عن القرار الأسبوع الماضي تعهدت الحركة بمزيد من التصعيد، وأصبح مطلب رحيل ماكرون من بين أهداف المحتجين المعلنة.
وقبل انطلاق مظاهرات السبت التي حشدت لها الشرطة الفرنسية آلافا من عناصرها دعا أحد مؤسسي حركة "السترات الصفراء" لاقتحام المتظاهرين قصر الإليزيه.
وقال إريك دورييه، خلال مقابلة مع محطة "بي إف إم تي في" الفرنسية: "إذا وصلنا إلى الإليزيه.. فلنقتحم"، الأمر الذي دعا السلطات الفرنسية إلى فتح تحقيق ضده.
وذكرت محطة "إل.سي.إي" الفرنسية أن السلطات الفرنسية فتحت تحقيقاً ضد أحد مؤسسي حركة السترات الصفراء؛ لتحريضه على اقتحام قصر الإليزيه، بتهمه التحريض على ارتكاب جريمة، واستفزاز الفرنسيين لخرق القانون والدعوة إلى العنف ضد أحد رموز الجمهورية.
وكان غضب المتظاهرين خلال الأيام الماضية منصبا على رئيس الوزراء إدوارد فيليب، والجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).
ودعا الرئيس الفرنسي ماكرون، الأسبوع الماضي، لاجتماع أزمة في الإليزيه لبحث خيارات الخروج من الأزمة الراهنة التي شهدتها باريس في إطار تحرك "السترات الصفراء".
وعلق ماكرون خلال مشاركته في قمة العشرين على احتجاجات "السترات الصفراء" قائلا إنه "مع حق الفرنسيين في الاحتجاج لكنه لا يقبل بالعنف".
لكن الرئيس الفرنسي امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات بعدما عاين الأضرار الجسيمة التي لحقت بنصب قوس النصر والمناطق المجاورة له في باريس جراء أعمال تخريب.
وبدلا من الإعلان بنفسه عن كلمته المرتقبة فضل ماكرون الدفع برئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، ريشار فيران، للتصريح بأنه (الرئيس ماكرون) سيلقى خطابا الأسبوع الجاري، حول الأزمة التي تشهدها البلاد.
وأوضح فيران أنه اختار هذا الموعد لتجنب "صب الزيت على النار" قبل احتجاجات السبت.
وتراجعت شعبية ماكرون على مدار الشهور الماضية لكنها تدنت إلى 25% فقط، وفق ما أظهره استطلاع للرأي منتصف الشهر الماضي.
والاستطلاع الأخير أجرته مجموعة أبحاث "إيفوب" ونشر في صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، غداة مظاهرات "السترات الصفراء" التي حشدت أكثر من 100 ألف شخص.
وأظهرت نتائج الاستطلاع انخفاضا في شعبية ماكرون بـ4 نقاط في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مقارنة بالشهر السابق.
وقال 4% فقط من المستطلعين إنهم "راضون جدا" عن أداء ماكرون، بينما كان 34% "في الغالب غير راضين"، في حين قال 39% إنهم "غير راضين أبدا".
وفيما لا تزال العاصمة باريس تحت رحمة المظاهرات والانتشار الأمني بات من غير المعلوم ما إذا كانت مجريات الأحداث ستمهل الرئيس الفرنسي لإلقاء كلمته المنتظرة أم لا.