عَنونتُ مقالي بقطوف من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حين وصف عَلاقة بلاده بالشقيقة سلطنة عُمان بأن الأيام "لا تزيدها إلا رسوخا وقوة ومحبة".
تلك العَلاقات المتميزة بروابط تاريخية، أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والمغفور له السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان الراحل، والتي تمتد بجذورها إلى اللقاء التاريخي للزعيمين عام 1968، وأكمل مسيرتها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والآن يواصل تدعيمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق برؤيتهما الحكيمة للارتقاء بما تجسده من تعاون مثمر لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأمام هذه اللحظة تلتقي قيادتا البلدين على أرض سلطنة عُمان، التي يزورها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ أمس في "زيارة دولة" ليومين، تستكمل وهج العلاقات الممتدة لما قبل إنشاء الاتحاد.. حيث إن علاقة البلدين تتجاوز منطق التجاور الحدودي إلى ما هو أبعد من صلات القرب والمحبة والوحدة والترابط والتبادل التجاري والعلاقات الدبلوماسية فائقة التميز.
وقد جاءت الزيارة التاريخية لرئيس دولة الإمارات، كأول "زيارة دولة" لسموه بعد توليه الرئاسة، تلبية لدعوة من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، والتي تندرج تحت وصف "زيارة دولة"، كونها أعلى مراتب الزيارات الرسمية بين القادة، لتثبت العلاقات الوثيقة بينهما وترسخ مفهوم الأخوة بين القائدين والشعبين الشقيقين.
قوة الروابط التي تجمع دولة الإمارات وسلطنة عُمان، وما تترجمه من علاقات ومصالح تشهد زخْمًا كبيرًا ومتواصلا على المستويين الرسمي والشعبي، تبقى مثالا يحتذى لما يجب أن تكون عليه علاقات الجوار والأخوة الضاربة في التاريخ، وهو ما نجده اليوم في الترحيب الكبير، الذي لقيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أرض السلطنة، رسميا وشعبيا، وعبر فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، تفاؤلا بما تعنيه هذه الزيارة من دعم للتعاون وأواصر المحبة والثقة بين قيادتي البلدين ولُحمة الشعبين الشقيقين، وتكثيفا لمصالح ومستقبل أفضل للبلدين.
الإمارات وعُمان قلب واحد ونبض واحد إلى الأبد، فالبلدان الشقيقان يتقاسمان موروثا مشتركا وروابط وثيقة، ويشكّلان هوية ثقافية واجتماعية متجانسة عبر تاريخ واحد وتلامُسٍ جغرافي يزيدان عمق تلك الروابط، فضلا عن عادات وتقاليد واحدة وراسخة، لتصل إلى مستوى علاقات العائلة الواحدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة