تواصل الإمارات حركة نهضتها في كل الاتجاهات.
لا تدخر جهدا في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود في ذهنية حكّامها، الذين أسس لهم باني الإمارات ومؤسس نهضتها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دستورا عنوانه العريض هو العلياء والريادة في المجالات كافة.
هذا الأمر هو ما سارت عليه البلاد من حينها حتى يومنا هذا، الذي أعلنت فيه الدولة مبادئها العشرة، القائمة على مجموعة من المعطيات والدراسات، التي ستنعكس إيجابا على أبناء الدولة والمقيمين فيها على حدٍ سواء، خلال الخمسين عاما القادمة.
كل المبادئ تحمل من الأهمية الكثير لمناقشتها، فلا يمكن اختزال واحد منها وإفساح المجال للآخر للحديث عنه، ولكن من الضروري التوقف عند بعض المبادئ، التي تحمل إرثا قديما ونهجا أُسِّس له من قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971.
البداية من أساس نجاح الدولة والمبدأ الأول، الذي ركز في مضمونه على بقاء الدولة قوية كما كانت منذ تأسيسها، وهذا ينمّ عن دراية كافية بأن الإمارات حققت نجاحا في المجالات الاقتصادية والثقافية، ونالت ريادة في المجتمع الدولي بسبب تعاضدها ووحدة قرارها ومضي قادتها على قلب رجل واحد، والسير خلف قرار رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وحكمة نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وشجاعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في رسم سياسة الدولة والعمل على تطويرها عمرانيا وتنمويا واقتصاديا.
ولا شك أن الاقتصاد هو الملف الأكثر أهمية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع الظروف الصحية، التي يمر بها العالم من جراء جائحة كورونا، والتأثيرات السلبية لذلك على جميع الدول، سواء مَن كانت تمتاز باقتصاد قوي أو ضعيف، لذلك جاء المبدأ الثاني مركزا على هذا الجانب من أجل بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، وهذا ما تحقق فعلا على أرض الواقع حين نجحت الإمارات في تجاوز تبعات كورونا.
نعم، الاقتصاد القوي هام بالنسبة للدولة كي تبقى بصورتها الجلية القوية، كما نص المبدأ الأول، ولكن لا بدّ لهذا من مكملات، وهي متضمنة في المبدأ الثالث، الذي يكمل بالضرورة مسألة تنمية الدولة وقدرتها على مواكبة تطورات العالم المحيط بانتهاج سياسة خارجية تهدف للمصلحة الوطنية الإماراتية العليا.
أدوات هذا المنهج هو العنصر البشري، الذي أولته الحكومة الإماراتية حيزا كبيرا من الاهتمام في تعاطيها مع المتغيرات الدولية، فطالما كان الشباب هم العنصر البشري الفاعل والركيزة الأساسية، التي يعتمد عليها قادة الدولة في بناء منظومة قوية تعمل ليل نهار، من أجل بقاء الإمارات في الصفوف الأولى عالميا، وهذا عنوان المبدأ الرابع.
هذه فقط أربعة مبادئ لا شكّ أنّ كل واحد منها يحتاج إلى فرد مساحة أكبر للحديث عنه، ولكن إذا كانت البداية بهذه الصورة، ودون المرور على المبادئ الستة الأخرى، فإنّ النتيجة لا تحتاج إلى المزيد من التنبؤ بأن هذه الدولة سائرة نحو مزيد من النجاح على الصعيد الداخلي بما يحقق الرفاه لشعبها والمقيمين على أرضها، وبما يحمل الخير للمحيطين، القريب منهم والبعيد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة