ريادة إماراتية في العالم العربي.. بدء التشغيل التجاري لـ"براكة"
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدء التشغيل التجاري لـ"براكة" أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي.
ويأتي إعلان بدء التشغيل التجاري لأولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي، مواكبا للاحتفال باليوبيل الذهبي للإمارات، ليعزز إنجازات "الدولة التي لا تعرف المستحيل"، والتي احتفلت منذ شهور بدخول مسبار الإمارات مدار كوكب المريخ.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذه المناسبة أن الإنجاز الكبير الذي تحقق في محطات "براكة للطاقة النووية السلمية" يأتي ضمن خارطة طريق بعيدة المدى لدولة الإمارات العربية المتحدة ورؤية وطنية مستقبلية طموحة، لتحقيق ازدهار اقتصادي مستدام.
وقال إن البرنامج النووي السلمي الإماراتي الذي تديره الكفاءات الإماراتية المتخصصة والمؤهلة إلى جنب الخبرات العالمية سيسهم في إحداث نقلة نوعية كبيرة في قطاع الطاقة في الإمارات، مشيراً إلى أن العمل في البرنامج يشكل نموذجاً عالمياً وريادياً في التعاون الدولي الوثيق في مثل هذه المشاريع الحيوية.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية - الجهة الحكومية المكلفة بتطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والتي تعد إحدى شركات "القابضة" /ADQ/ واحدة من أكبر الشركات القابضة على مستوى المنطقة - أكدت أن شركة "نواة للطاقة" التابعة لها، والمسؤولة عن تشغيل محطات براكة للطاقة النووية السلمية وصيانتها بدأت التشغيل التجاري لأولى محطات براكة، بعد إتمام جميع الاختبارات النهائية للمحطة التي تنتج 1400 ميجاوات وتوفر إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، في وقت تستعد فيه المحطات الثلاث المتبقية للتشغيل خلال الأعوام المقبلة، حيث أصبحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقود أضخم مشاريع خفض البصمة الكربونية في جميع القطاعات في الإمارات.
مبادئ التطوير
وبهذه المناسبة قال خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن الإمارات وضعت خطة واضحة ترتكز على مبادئ أساسية لضمان تطوير مشروع محطات "براكة" وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والشفافية التامة.
وأضاف أن "استثمارنا في التقنيات الريادية وخفض البصمة الكربونية لقطاع إنتاج الكهرباء أسهم في تعزيز الدور الريادي للإمارات في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة، وتحقيق عوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية ملموسة، نهنئ جميع شركائنا بينما نواصل دعم الازدهار والنمو المستدام في الإمارات".
من جهته قال محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: إنه وبعد أكثر من عقد من العمليات الإنشائية والتطوير والتخطيط الاستراتيجي، نبدأ اليوم فصلاً جديداً من مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، حيث تستخدم محطات براكة تقنيات أثبتت فعاليتها في خفض الانبعاثات الكربونية بكميات كبيرة، وذلك لمواجهة ظاهرة التغير المناخي التي تعد من أكبر التحديات التي يواجهها العالم .
وأضاف الحمادي أن فرق عمل من الخبراء المتخصصين تقودهم كفاءات وخبرات إماراتية مؤهلة ومدربة أسهمت في هذا الإنجاز حيث عملت بلا كلل بدعم من القيادة الرشيدة والشركاء الدوليين، للوصول إلى هذا الإنجاز المحوري في تاريخ الإمارات.
وكانت شركة "براكة الأولى" التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمسؤولة عن الإشراف على الشؤون التجارية والمالية لمحطات براكة، قد وقعت اتفاقية شراء الطاقة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات في عام 2016 لشراء جميع كميات الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات براكة للطاقة النووية على مدار 60 عاماً مقبلة، وكغيرها من محطات إنتاج الكهرباء، ستزود محطات براكة المنازل وقطاعات الأعمال بمختلف أرجاء الإمارات بالطاقة الكهربائية.
اختبارات الأمن والسلامة
ويأتي بدء التشغيل التجاري للمحطة الأولى في "براكة" بعد اجتيازها مجموعة من الاختبارات والتقييمات الشاملة التي تمت بإشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والتي أجرت حتى الآن 312 عملية تفتيش منذ بدء تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية إضافة إلى أكثر من 42 بعثة تقييم ومراجعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
وتعد محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة في أبوظبي إحدى أكبر مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم وتضم أربعة مفاعلات متطابقة من طراز APR1400.
وبدأت الأعمال الإنشائية خلال عام 2012، وتواصل التقدم في هذه الأعمال بأمان وثبات، حيث وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية بنسبة إنجاز تتجاوز 94% في المحطة الثالثة و89% في المحطة الرابعة، وذلك بالاعتماد على الدروس المستفادة من المحطتين الأولى والثانية، بينما وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى 95%.
ويظهر اهتمام الإمارات بمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والنووية، أنها لم تكتف بموقعها كخامس أكبر دولة في العالم لديها احتياطيات نفطية، بل تحولت إلى ملهمة لباقي دول العالم كأكثر الاقتصادات تنوعا في مصادر الطاقة، إلى جانب النفط والغاز.
وتتنوع مصادر الطاقة الحالية والمستقبلية حتى 2030، بين النفط والغاز والطاقة المتجددة كالشمس والرياح والكهرومائية، إضافة إلى الطاقة الجديدة النووية، عبر محطة براكة التي تعدّ من أكبر المحطات في العالم.