أطباء نفسيون لـ"العين الإخبارية": محمد صلاح نموذج للذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو فن إدارة العواطف، وقد يكون أهم من الذكاء المعرفي لأنه يساعد على إدارة عاطفتنا بشكـل سليم.
قد تكون ذكيا بالفطرة، أي منحك الله قدرات عقلية تفوق الآخرين، ولكن افتقادك لما يسمى بـ"الذكاء العاطفي"، يجعل من هم أقل ذكاء منك أكثر نجاحا في الحياة.
ويعرف دكتور محمد شوقي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنوفية بمصر، الذكاء العاطفي بأنه "فن إدارة العواطف، والذي قد يكون أهم من الذكاء المعرفي، لأنه يساعدنا على إدارة عاطفتنا بشكـل سليم في علاقتنا مع الآخرين".
ويطرح شوقي نموذجا لتوضيح الفرق بين الذكاء المعرفي والذكاء العاطفي، قائلا: "هناك على سبيل المثال لاعبون قد يكونون أكثر مهارة من اللاعب المصري المحترف في ليفربول محمد صلاح، لكنهم لم يحققوا نفس نجاحه، لأنهم ليسوا أذكياء عاطفيا، ولكن امتلاك صلاح لهذا الذكاء مكّنه من تحقيق النجاح".
امتلاك محمد صلاح هذه القدرة من الذكاء العاطفي يعيدها دكتور شوقي إلى النشأة والتربية، وهو الأمر الذي تدعمه دراسة أمريكية أجريت قبل سنوات قد تفسر سبب نجاح صلاح وعدم نجاح لاعبون آخرون أتيحت لهم فرص ربما كانت أكثر سهولة ويسر، لكنهم لم ينجحوا في استثمارها.
وأجريت الدراسة على 450 صبيا على مدى 40 عاما في ولاية ماساشوستس الأمريكية، وكان ثلثا الأولاد ينتمون لأسر محدودة الدخل تعيش على مساعدة الضمانات الاجتماعية، وكان الذكاء المعرفي لثلث الأولاد دون الـ90.
وأثبتت الدراسة أن ذكاء الأطفال المعرفي ارتبط بشكل ضعيف بمستوى هؤلاء الأولاد في أعمالهم وباقي جوانب حياتهم، بينما كان التأثير الأكبر لبعض القدرات البسيطة التي كانت لديهم في مرحلة الطفولة، مثل القدرة على التعامل مع الإخفاقات وخيبة الأمل، القدرة على السيطرة على المشاعر والعواطف، قدرتهم على التعامل مع الآخرين، وهذه من علامات الذكاء العاطفي.
وتؤكد دراسة أخرى يشير إليها دكتور معتز أحمد، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق المصرية، الرسالة نفسها التي توصلت إليها الدراسة السابقة، وهي تأثير النشأة على الذكاء العاطفي للإنسان.
ويقول دكتور معتز إن باحثين من جامعة ستانفورد أجروا تجربة على أطفال كانوا في الرابعة من عمرهم، وطلب منهم الانتظار في الغرفة مع بعض الحلوى حتى يذهب المشرف ويعود بعد دقائق، وقيل لهم إن استطاعوا الانتظار حتى يعود سيكون لكل منهم قطعتين، بينما من لا يستطيع الانتظار يمكنه تناول قطعة واحدة.
ويضيف: "كان الهدف من تلك التجربة أن يعود القائمون عليها ليقيموا حال نفس الأولاد بعد 10 سنوات، حيث وجدوا أن الذين قاوموا إغراء الحلوى وتمكنوا من الانتظار كانت نتائج اختبارات درجة تحصيلهم أعلى من الآخرين الذين لم يستطيعوا الانتظار".
ويطبق دكتور معتز هذه التجربة على اللاعب المصري المحترف في ليفربول محمد صلاح، قائلا: "صلاح استطاع أن يقاوم إغراء نادي تشيلسي، وغادر النادي عندما لم يجد فرصة، وذهب إلى نادٍ أقل في إيطاليا، ومنه انتقل إلى نادٍ أكبر في إيطاليا، ثم عاد إلى الدوري الإنجليزي مرة أخرى من خلال نادي ليفربول، وهذا نوع من الذكاء العاطفي".
وحتى تكون ذكيا عاطفيا مثل صلاح، يشير دكتور معتز ودكتور شوقي إلى ضرورة امتلاك 5 مهارات وضعهم دانيال جولمان، عالم النفس الشهير، وهذه المهارات هي أن تدرك عواطفك الخاصة وتأثيرها على قراراتك، تكون قادرا على إدارة هذه العواطف لتظهر في التوقيت المناسب، أن تكون قادرا على التفاعل بشكل جيد مع الآخرين، أن تكون قادراً على التعرف على حالات الآخرين العاطفية ورد فعلهم، وأن يكون لديك هدف ولديك في الوقت نفسه حاجة قوية لإنجازه.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز