قراءة الروايات تعزز الذكاء العاطفي
بحث أكاديمي يظهر أن قراءة الروايات والقصص الخيالية تنشط مسارات الخلايا العصبية في الدماغ، مما يساعد على تحسين قدرات الذكاء العاطفي.
قد تجعلك القراءة بشكل عام إنسانا ذا خبرة وعلم، وقد تساعدك على استثمار وقتك فيما يفيد، وقد تتعلم حتى العديد من المهارات بقراءة كتب تعليمية عنها.، لكن هل يمكن لقراءة الروايات بشكل خاص أن تجعل من عالمنا مكاناً أفضل؟
يبدو أن الجواب قد يكون نعم، فعلى الرغم مما يشاع عن قراءة الروايات أنها وسيلة للتسلية ليس إلا، ووصل البعض بوصف قراءتها على أنه مضيعة للوقت، تظهر أبحاث جديدة اليوم فوائد عظيمة لقراءة الروايات بشكل عام والروايات الأدبية بشكل خاص.
وتثري الروايات معجم القارئ وتزيد من مفرداته، وتنقلنا برحلة عبر الزمن إلى أكثر من عالم لنعيش مئات التجارب ونختبر عشرات المشاعر، التي ما كنا لنفهمها لولا انتحال شخصيات الروايات المختلفة التي تصبح جزءاً أقرب للحقيقة منه إلى الخيال.
وجاء العلم اليوم ليؤكد فوائدها على قدرات الذكاء العاطفي لدى الإنسان.
فقد أظهر بحث أكاديمي أجراه كيث أوتلي وريموند مار من جامعة يورك ونشرته مجلة ”هارفازد بيزنس ريفيو“ أن قراءة الروايات والقصص الخيالية تنشط مسارات الخلايا العصبية في الدماغ مما يساعد بدوره على تحسين قدرات الذكاء العاطفي لدى القارئ ويحسن من مهاراته الاجتماعية بشكل عام.
وفي دراسة أخرى لنفس الباحثين، عُرضت مجموعة من الصور على مجموعة من المشاركين بالبحث وطُلب منهم النظر إلى عيون الأشخاص الظاهرين بالصور وتحديد مشاعرهم، فاستطاع المشاركون من قرّاء الروايات تحديد المشاعر بشكل صحيح وأسرع من غيرهم.
وفي بحث نشر عام 2013، أظهرت النتائج قدرة قراء الروايات الأدبية بشكل خاص على تحديد مشاعر وأفكار الآخرين، وفي دراسة لعالم النفس كيث أوتلي أيضاً، ظهرت صلة وثيقة بين قراءة الروايات وتحسن أداء القارئ اجتماعياً.
كما ترفع قراءة الروايات من أهم عناصر الذكاء العاطفي لدى القراء وهو ”الشعور بالتعاطف مع الآخرين“.
ففي دراسة أخرى طُلب من المشاركين قراءة بعض من أعمال الكاتب“ كونان دويل“، وبعد أسبوع واحد من القراءة أظهر المشاركون زيادة ملحوظة في مستوى التعاطف لديهم، بينما قل شعور التعاطف عند المشاركين الذين طلب منهم قراءة مقالات إخبارية.
لكن، لتجني الفوائد الاجتماعية من قراءة الأعمال الأدبية، يحفز الباحثون القرّاء على الانغماس بكل مشاعرهم وحواسهم في العمل الأدبي الذي تقرأونه، فقد أكدت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في جامعة فريجي في أمستردام أن القارئ قد يصبح أكثر تركيزاً على نفسه ويقل إحساسه بالآخرين إن انفصل عما يقرأ ولم يشعر بارتباطه النفسي بالرواية، مما يفقده فوائد القراءة على الذكاء العاطفي.
إذن فللروايات دور مهم جداً في تحسين مشاعر التعاطف مع الآخرين والإحساس بهم، مما قد يساعد على نشر ثقافة التسامح في المجتمعات المختلفة، ليكون ذلك إحدى وسائل تطوير المهارات الاجتماعية بين أفرادها ورفع كفاءة التفاعل فيما بينهم.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز