تمثل معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثالًا رائدًا على دور القيادات الشابة في صناعة الفارق على المستويين الوطني والدولي.
فمنذ تعيين معاليها لإدارة مكتب الشؤون السياسية لمكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزيرة دولة عام 2008، ثم توليها حقيبة شؤون التعاون الدولي في 2016، أثبتت معاليها قدرة لافتة على الجمع بين الرؤية الاستراتيجية والقدرة التنفيذية. فلقد لعبت دورًا محوريًا في قيادة ملفات ذات أبعاد دولية، تقتضي فهمًا عميقًا للسياسات العالمية ومهارة في بناء الجسور بين الثقافات والشعوب.
ويبرز إسهام معاليها الاستثنائي في فوز دولة الإمارات باستضافة "إكسبو 2020 دبي" كأحد الشواهد البارزة على قدرتها على إدارة المشاريع الكبرى متعددة الأطراف، بما تتطلبه من تنسيق بين فرق عمل محلية وعالمية، وتعبئة موارد بشرية وتقنية هائلة، وتعامل مع مؤسسات دولية ذات معايير دقيقة.
إلى جانب دورها في الفوز بإكسبو، تشغل معالي ريم الهاشمي منصب رئيس مجلس إدارة "دبي العطاء"، المؤسسة الخيرية التي تعنى بتمكين الأطفال في الدول النامية من الحصول على تعليم أساسي جيد. هذا البعد الإنساني في مسيرتها المهنية يعكس رؤية شمولية لفكرة التمكين، حيث لا يقتصر على الشباب في الوطن فحسب، بل يمتد ليشمل الأجيال الناشئة في مناطق مختلفة من العالم.
كما أن تجربتها في رئاسة مجلس ادارة الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء تسلط الضوء على جانب آخر من جوانب تمكين الشباب، وهو تزويدهم بالأدوات المعرفية والبيانات الدقيقة اللازمة لصنع القرار المبني على الأدلة. القدرة على قراءة المؤشرات العالمية وتوظيفها في صياغة سياسات وطنية فعّالة تمثل عنصرًا أساسيًا في تمكين الكوادر الشابة لتولي مواقع قيادية في المستقبل.
كما أن المسار الأكاديمي لمعالي ريم الهاشمي، الحاصلة على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية واللغة الفرنسية، ودرجة الماجستير في الآداب من جامعة هارفرد، إضافة إلى درجة الدكتوراه من جامعة تسينغهوا الصينية، يقدم بدوره درسًا مهمًا للشباب في أهمية الجمع بين التعليم المتميز والخبرة العملية المتنوعة. فالتأهيل العلمي الرفيع يفتح الأبواب أمام فهم أعمق للتحديات العالمية، فيما تمنح التجربة الميدانية القدرة على تحويل المعرفة النظرية إلى حلول عملية.
في النهاية، يشكل نموذج معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي رسالة إلهام للشباب في الإمارات والعالم: أن الإيمان بالقدرات، مدعومًا بالتأهيل العلمي والعملي، يمكن أن يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق أحلام تبدو في بدايتها بعيدة المنال. إنها تجسيد حي لفكرة أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، وأن الطاقات الشابة حين تُمنح الثقة والدعم، قادرة على صياغة ملامح عالم أكثر تعاونًا وازدهارًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة