إضراب المصافي يشعل أزمة الطاقة في فرنسا "صور"
وسط أزمة طاقة عالمية تقسو على القارة الأوروبية، بسبب حرب أوكرانيا، جاء إضراب عمال مصافي تكرير البترول الفرنسية لتشعل الأزمة بالبلاد.
ودخلت القارة العجوز مرحلة جديدة من أزمة الطاقة مع إعلان موسكو عن قطع إمدادات الغاز للعديد من الدول الأوروبية، في شهر يوليو/تموز 2022.
وقطعت روسيا بالفعل إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا والدنمارك، وهي دول رفضت دفع ثمن الغاز بما يتماشى مع أمر أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتطلب فتح حسابات بالروبل في أحد البنوك الروسية في إطار خطة جديدة. كما أوقفت روسيا مبيعات الغاز لشركة شل إنرجي أوروبا في ألمانيا.
قالت الرئيسة التنفيذية لشركة إنجي، المورد الرئيس للغاز في فرنسا، إن قطاع الطاقة في أوروبا يمر "بأزمة استثنائية".
أضافت أن الأحداث الحالية، التي تشكلت في المقام الأول بسبب خفض الواردات الروسية والتحول المطلوب نحو الطاقة الخضراء، تمثل "نقطة تحول".
وقالت كاثرين ماكجريجور لراديو آر تي إل "عالم الطاقة الذي نعرفه لن يعود كما كان أبدا".
أزمة المصافي الفرنسية
جاء تعطل الإمدادات لمحطات الوقود الفرنسية نتيجة إضرابات عمال المصافي، ليشعل الأجواء في سوق الطاقة الفرنسي.
وقال مسؤولون نقابيون في كل من شركتي "إكسون موبيل" و"توتال إنرجيز"، لوكالة أنباء "رويترز"، الأحد، إن الإضرابات التي دعت لها الكونفدرالية العامة للشغل ما زالت مستمرة، إذ لم تسفر المحادثات بعد عن التوصل لاتفاق.
وتواجه أكثر من 20% من محطات الوقود الفرنسية مشكلات في الإمدادات مطلع الأسبوع، بعدما تسببت الإضرابات في تعطيل العمليات في أربع من مصافي التكرير الرئيسية في البلاد. وتقول الحكومة إن ثلاث من المصافي الأربع مغلقة حاليا.
ويطالب عمال المصافي الفرنسية برواتب أعلى لمساعدتهم على مواجهة التضخم المتفاقم.
وذكر ممثل للكونفدرالية أن الإضراب مستمر "في كل مكان"، مضيفا أنه لم تحدث اتصالات من توتال إنرجيز، منذ دعوة الكونفدرالية أمس السبت رؤساء الشركة لبدء مفاوضات تتعلق بالأجور.
وتجري منذ أسابيع محادثات تتعلق بالأجور في إكسون موبيل، بينما قال ممثلو الكونفدرالية العامة للشغل في توتال إنرجيز خلال ما يقرب من أسبوعين من الإضراب إنهم يحاولون إقناع الإدارة بالجلوس لطاولة المفاوضات قبل محادثات رسمية مقررة الشهر المقبل.
ويسعى العمال في توتال لرفع الأجور بنسبة 10% اعتبارا من العام الجاري، بعد أن أدت زيادة أسعار الطاقة لتحقيق الشركة لأرباح ضخمة سمحت لها بدفع ما يقدر بنحو ثمانية مليارات يورو (7.8 مليار دولار) من توزيعات الأرباح النقدية وتوزيعات أخرى إضافية خاصة للمستثمرين.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الأسبوع الماضي "الوقت حان لمكافأة" العمال لكنه رفض حتى الآن بدء المفاوضات.
ولم يعلق المتحدث باسم توتال إنرجيز على الفور، اليوم الأحد على وضع مفاوضات الأجور. ولم ترد إكسون موبيل في فرنسا بعد على طلب للتعليق.
وتصاعد خلاف حول إمدادات الغاز بين إنجي الفرنسية وغازبروم، بداية سبتمبر/أيلول الماضي، مع استعداد الشركة الروسية لوقف جميع عمليات التسليم للمتعهد الفرنسي، عازية ذلك إلى عدم الالتزام بسداد مدفوعات.
وقالت شركة إنجي إن روسيا توفر الآن أقل من أربعة بالمئة من وارداتها من الغاز مقابل 17 بالمئة قبل الحرب في أوكرانيا، مع انخفاض الإمدادات في الأشهر الماضية إلى 1.5 تيرا وات/ساعة فقط.
وقالت الحكومة الفرنسية إن البلاد بحاجة إلى خفض استخدامها للطاقة بنسبة عشرة بالمئة تقريبا لتجنب انقطاع الغاز.
aXA6IDMuMTQ3LjQ3LjE3NyA= جزيرة ام اند امز