هل تحولت أسواق الطاقة لـ"غرفة منظمة" داخل سفينة تايتنك؟.. عدم يقين
خلقت حرب روسيا الكثير من عدم اليقين بشأن إمدادات الطاقة إلى درجة أن المستثمرين يواجهون صعوبة في المراهنة على مستقبل أسعار الطاقة.
تشبه حالة الاقتصاد العالمي اليوم، حالة سفينة تايتنك قبيل أن ترتطم في جبل من الجليد؛ كذلك يقوم الركود الاقتصادي العالمي، بنفس فعل ذلك الجبل وفق ما تظهره مؤشرات الاقتصاد الكلي.
إلا أن أسواق الطاقة، والتي ما زالت تعتبر النقطة المضيئة أو "الغرفة المنظمة" داخل التايتنك، تشهد حالة من الوهج، لكن مخاوف الركود بدأت تتسرب تدريجيا عليها، وسط تراجعات وتذبذبات تشهدها سوق النفط على وجه الخصوص.
وعلى الرغم من أن أسعار النفط الخام فتحت على ارتفاع بنسبة 1.3% إلى قرابة 105 دولارات لبرميل نفط برنت، إلا أن التراجع من مستوى 115 دولارا، يعود في المقام الأول إلى مخاوف الركود.
وتبدو مخاوف الركود الاقتصادي على مستوى العالم، ذات تأثير واضح على أسعار النفط، إذ تراجع سعر برميل برنت قرب 94 دولارا في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وخلقت حرب روسيا في أوكرانيا الكثير من عدم اليقين بشأن إمدادات الطاقة إلى درجة أن المستثمرين يواجهون صعوبة في المراهنة على مستقبل أسعار الطاقة والاقتصاد الأوسع، خاصة مع دخول مخاوف الركود ضمن عوامل رئيسة تؤثر اليوم على الأسعار العالمية.
ذكرت مذكرة استثمارية حديثة من Charles Schwab أن الوسيط لا يوصي بوضع رهانات كبيرة على أي قطاع في السوق، بما في ذلك الطاقة، "ويرجع ذلك جزئيا إلى الطبيعة شديدة التقلب للسوق والمسار غير المؤكد للنمو الاقتصادي".
وارتفعت أسعار النفط بعد الحرب الروسية الأوكرانية منذ أكثر من أربعة أشهر، لتصل لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى للتداول اليومي عند 140 دولارا للبرميل تقريبا في 7 مارس/آذار الماضي.
بينما كان يتم تداول النفط حول 115 دولارا للبرميل في نهاية يونيو/حزيران الماضي، والذي ما يزال أعلى بنسبة 55% في نهاية عام 2021، قبل أن تنخفض الأسعار في الأسابيع الأخيرة، بسبب مخاوف الركود.
أمام هذه التقلبات، يبرز دور المملكة العربية السعودية، كقبلة موثوقة لإمدادات الطاقة، وعنصرا رئيسا في رسم سياسة الطاقة حول العالم، وهو ما تظهره المؤتمرات الصحفية والاتصالات بين كبار المنتجين.
فبعد زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة مطلع الأسبوع الجاري، وبحث تطورات سوق الطاقة العالمية، قال الكرملين، الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجرى اتصالا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا هاتفيا يوم الخميس وأكدا أهمية زيادة التعاون في إطار أوبك +.
وتظهر المحادثة، التي جاءت بعد مرور ستة أيام على لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بولي العهد في السعودية، مدى أهمية المملكة لكل من واشنطن وموسكو في وقت تعكر فيه الحرب الروسية في أوكرانيا صفو أسواق الطاقة العالمية.
ووافقت "أوبك+"، التي تضم منظمة الدول المُصدرة للبترول مع مجموعة من المنتجين الآخرين وعلى رأسهم روسيا، في الثاني من يونيو/حزيران على زيادة الإنتاج بكمية أكبر مما كان متوقعا، وهي خطوة رحب بها بايدن إذ كانت الولايات المتحدة تدعو إلى زيادة الإمدادات.
وتريد الرياض أن تستمر مشاركة روسيا من أجل زيادة النفوذ في سوق النفط، بينما تستفيد موسكو من كونها عضوا في أوبك+ في وقت يحاول فيه الغرب خنق اقتصادها بالعقوبات التي يفرضها عليها بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقال الكرملين "تمت مناقشة الوضع الراهن في سوق النفط العالمية بالتفصيل. وتم التأكيد على أهمية زيادة التعاون في إطار أوبك +".
وتابع "نلاحظ بارتياح أن الدول المشاركة في هذا النموذج تفي باستمرار بالتزاماتها من أجل الحفاظ على التوازن والاستقرار اللازمين في سوق الطاقة العالمية".
وأنهى بايدن جولته في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي بدون أي إعلان عن أن المملكة ستزيد من إنتاج النفط لخفض أسعار الوقود التي أدت إلى ارتفاع التضخم لأعلى مستوى له في الولايات المتحدة منذ أربعة عقود.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز