أول مهندسة بحرية مصرية لـ"العين الإخبارية": تحديت الواقع وفخورة بإنجازي
"العين الإخبارية" التقت أول مهندسة بحرية مصرية للتعرف على قصة نجاحها وسبب اختيارها مجالا ظل حكرا على الرجال سنوات طويلة.
كرّمت وزارة النقل المصرية إنجي عادل، أول مهندسة بحرية تتخرج في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، ضمن مجموعة من النساء القياديات في هذا المجال؛ احتفالا باليوم البحري العالمي.
أظهرت الشابة المصرية (27 عاما) إرادة قوية ورؤية مختلفة بقرارها الالتحاق بالكلية البحرية التي ظلت مقصورة على الرجال منذ نشأتها حتى عام 2011، عندما تحدت إنجي الصعاب وخاضت التجربة بعزم وثبات للتخرج فيها عام 2016.
"العين الإخبارية" التقت المهندسة الشابة ابنة محافظة الإسكندرية؛ للتعرف على قصة نجاحها، وسبب اختيارها مجالا ظل حكرا على الرجال لفترة طويلة، والدروس المستفادة من التجربة.. وإلى نص الحوار.
لماذا التحقتِ بالكلية البحرية؟
منذ صغري أشعر بأنني مختلفة ولا أريد أن أخوض حياة مألوفة؛ لذا قررت الالتحاق بالكلية البحرية حتى أحقق شيئا لم تحققه فتاة مصرية من قبل، وأشق طريقا أمام الفتيات لاتباع خطاي في المستقبل.
هل تأثر قراركِ بنشأتكِ وسط عائلة يعمل أغلبها في المجال البحري؟
بالتأكيد؛ وسط عائلتي كنت أسمع مصطلحات غربية عليَّ، فكان الفضول يقتلني يوما تلو الآخر، ودفعني هذا للتفكير في الالتحاق بالكلية البحرية، كما أن مثلي الأعلى كان والدي القبطان عادل عبدالكريم، فانحصر طموحي في أن أصبح مثله يوما ما.
والدكِ رفض دخولك الكلية البحرية، لماذا؟
نعم؛ لم يوافق والدي على دخولي هذه الكلية؛ لإدراكه مشقات العمل البحري وخوفه الشديد على مستقبلي التعليمي، كما أنه كان يرغب في دخولي كلية التجارة لأصبح دكتورة جامعية بعد التخرج مثل شقيقتي الكبرى.
وكيف تعاملتِ مع رفضه؟
أصررت على موقفي، وتركني والدي أخوض هذه التجربة الفريدة عندما رآني مصرة على دخول الكلية البحرية، وموقفه حفزني على التميز، فكنت الفتاة الوحيدة ضمن دفعة تضم 30 طالبا، وأثبت أن الفتيات قادرات على تحمل مشقات هذا المجال كالرجال تماما، ولا ينقصهن غير الفرصة الحقيقية حتى يتمكنّ من إثبات قدراتهن، وهذا ما فعلته وحققته بفضل الله ودعم أسرتي.
ما الدروس المستفادة من الدراسة في الكلية البحرية؟
تعلمت أمورا فنية كثيرة في المجال البحري، فتعرفت على غرفة المحركات بالسفن واطلعت على أسرار عمل السفن، كما منحتني فرصة التعامل مع العمال والفنيين، أيضا علمتني تحمل المسؤولية والعمل تحت ضغط ومواجهة الصعاب وابتكار حلول لها، ونجحت في إثبات ذاتي وكسبت التحدي الذي فرضته داخلي وأثبت لوالدي والجميع أن قراري بالالتحاق بهذه الكلية كان صائبا.
ما أكثر لحظة شعرت فيها بالفخر؟
شعرت بالفخر والقوة لحظة تخرجي في الكلية، كوني أثبت صحة اختياري وأسرتي رأت أني صاحبة شخصية وفكر وإرادة قوية، كما زادتني كلمات زملائي الرجال فخرا، وشعرت وقتها بأني فتحت مجالا جديدا أمام المصريات لم يسبق لأي فتاة دخوله.
هل مارست المهنة بعد التخرج؟
نعم؛ عملت مهندسة في شركة للخدمات البحرية وخدمات البترول، وشملت مسؤولياتي وقتها العمل على متن السفن وفي حوض بناء وتصنيع السفن، وأيضا عملت مع شركات شحن دولية أخرى قبل انضمامي لإحدى شركات البترول العالمية، وأصبحت أول امرأة تنضم إلى فريق العمليات بفرع الشركة بالإسكندرية.