صحيفة: السجن مصير كل من يحاول كشف جرائم أردوغان
محكمة تركية في إسطنبول أصدرت حكما بالحبس مدى الحياة بحق 15 ضابطا كانوا قد وجهوا اتهامات لمقربين من أردوغان متورطين بفضيحة فساد.
قالت صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعاقب كل من يحاول كشف جرائمه بالسجن، وذلك على خلفية إصدار محكمة تركية حكماً بالمؤبد على ضباط ومحققين سابقين فجروا فضيحة فساد تورط فيها مقربون من أردوغان عام 2013.
وكانت محكمة تركية في إسطنبول، أصدرت الإثنين، حكماً بالحبس مدى الحياة بحق 15 شخصاً، بزعم محاولة قلب نظام الحكم، لكن هؤلاء الضباط كانوا قد وجهوا اتهامات لمقرّبين من أردوغان متورطين في فضيحة فساد في عام 2013.
وشهدت تركيا في 17 ديسمبر/كانون الأول 2013، فضيحة كبيرة هزت السلطة وأصابت الجميع بالصدمة، أسفرت عن احتجاز 89 شخصاً بينهم 3 أبناء من الوزراء، والمدير العام لبنك "خلق" الحكومي، سليمان أصلان، وعمدة بلدية حي "فاتح" في إسطنبول، مصطفى دمير، ورجل الأعمال التركي من أصل إيراني، رضا ضراب.
- قضية فساد "الذهب والغاز".. كيف خرقت تركيا عقوبات أمريكا على إيران؟
- قاض تركي سابق: أردوغان تدخل بشكل سافر في عملنا لمنع اعتقال ابنه
وكان للمحققين الذين حكم عليهم بالمؤبد، الإثنين، دور كبير في كشف القضية بعد إظهار التسجيلات التي تورط فيها أردوغان، الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك، وعدد من وزرائه في قضايا فساد ورشوة واختلاس.
وشكلت هذه القضية عدة تحديات للرئيس التركي، دفعت عدد من وزراء أردوغان إلى تقديم استقالتهم، وزعم الرئيس التركي أن هذه التسجيلات "مفبركة" متهماً خصمه الداعية فتح الله غولن بتلفيق فضيحة لإطاحته.
ووفقاً للصحيفة فإن "أردوغان استطاع خنق الفضيحة واخراس الضباط، بتلفيق اتهامات بمحاولة قلب النظام للإطاحة بهم".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتخلص فيها أردوغان من معارضيه بهذه الطريقة؛ حيث أوضحت الصحيفة أن أنقرة تتخلص من معارضيها في القضاء والتعليم ومؤسسات الدولة باتهامهم بأنهم أنصار الداعية المقيم في واشنطن فتح الله غولن.
وكانت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أشارت في وقت سابق، إلى أن "سر العداء بين أردوغان وبين الداعية فتح الله غولن، هو أن الأخير هو من كشف تلك القضية، وكان ذلك بداية الخلاف بينهما، حتى اتهمه في النهاية بالعقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز الماضي".
وأضافت الصحيفة أن "القضية تركز على 3 رجال كلهم يعرفون أردوغان بصفة شخصية، ويشتبه في أن رضا زارب، وهو تاجر ذهب من أصل تركي ايراني، يساعد الحكومة التركية في الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على التجارة مع إيران عن طريق استخدام الذهب والسلع غير النقدية الأخرى، لدفع ثمن الغاز الإيراني".
وفي تقرير آخر لصحيفة "حرييت" كشفت عن أن أردوغان اتصل بقاضي التحقيق في القضية، وطلب منه منع المدعين من ملاحقة بلال، وذلك أثناء التحقيق في فضائح الفساد المذكورة عام 2013.