بعد عزمهما تشكيل حزب سياسي جديد..أردوغان يتنصل من رفيقي دربه
تعليقا على اتجاه بعض القادة والمنتمين لحزب "العدالة والتنمية" إلى التحرك نحو تأسيس حزب سياسي جديد، تبرأ أردوغان من حلفائه السابقين.
تنصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من صداقته لسلفه، عبد الله جول، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، تعليقًا منه على مزاعم انتشرت مؤخرًا بشأن اتجاه الأخيرين لتشكيل حزب سياسي جديد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، خلال مقابلة أجرتها معه، الثلاثاء، محطتان تلفزيونيتان محليتان، بحسب ما نقله العديد من وسائل الإعلام المحلية.
وتعليقًا على اتجاه بعض القادة والمنتمين لحزب "العدالة والتنمية" إلى التحرك نحو تأسيس حزب سياسي جديد، قال أردوغان "هناك كثير من المنشقين (عن الحزب)، ولا داعي لذكر أسماء، فهؤلاء يستحيل أن نسير معهم ثانية في طريق".
وتابع قائلا "هناك من أسسوا أحزابا من قبل، والجميع يعرف عاقبتهم.. الصدق والإخلاص أمران مهمان للغاية".
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ألمح الصحافي التركي أتيان محجوبيان، المستشار السابق لداود أوغلو إلى وجود مساعٍ لعدد من المنتمين لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم لتأسيس حزب جديد.
وفي رد منه على سؤال حول ما إذا كانت هناك مساعٍ جارية لتأسيس حزب جديد بعد الانتخابات المحلية المقبلة، قال محجوبيان خلال مقابلة أجراها مع إحدى محطات التلفزيون التركية "نعم.. هناك مساعٍ في هذا الاتجاه تجري حالياً، وهذا أمر لا بد منه، لأن تركيا لا تُدار جيداً".
وتابع قائلا "الجميع يرون جيداً أن تركيا لا تدار بالشكل اللائق.. هناك بعض الشرائح داخل العدالة والتنمية غير راضية بالمرة عن التعيينات التي تتم من خلال ممارسات بعيدة كل البعد عن معايير اللياقة والكفاءة، وغير راضين عن الطرق التي تمنح بها مناقصات الدولة".
هذه الإشارة التي ألمح إليها الصحافي التركي تأتي تأكيداً لحالة كبيرة من الجدل تشهدها الأروقة السياسية في تركيا منذ فترة، حول مزاعم تشير إلى استعداد الرئيس السابق، جول، وداوود أوغلو إلى جانب قيادات بالحزب الحاكم لتأسيس حزب سياسي جديد.
وسبقه في تلك التلميحات الكاتب التركي أحمد طاقان، المستشار السابق لجول، وممثل صحيفة "يني جاغ" المعارضة بالعاصمة أنقرة.
طاقان في شهر سبتمبر/أيلول الماضي نشر مقالاً بصحيفة "يني جاغ" تحت عنوان "مشروع جول الجديد من الباب الخلفي!"، كشف فيه أن الرئيس السابق وداوود أوغلو المقرب منه والوزيرين السابقين علي بابا جان ومحمد شمشمك، اللذين توليا حقيبة الاقتصاد لبعض الوقت، يستعدون لتأسيس حزب مركزي جديد سيكون في صفوف المعارضة الرئيسية.
وأوضح كذلك أن "جول والوزراء الثلاثة داوود أوغلو وباباجان وشمشك يتواصلون مع عدد من الأسماء المعارضة التي تختلف مع كل الأطراف، وأن اللقاءات مستمرة في هذا الصدد".
ولفت أن هذه الأسماء كانت لها عمقها الاستراتيجي في تركيا، وغيابهم عن الساحة لا سيما في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد دفع الأتراك إلى التساؤل عن مكانهم، ومواقفهم إزاء ما يجري".
الخلافات بين أردوغان ورفيق دربه في تأسيس الحزب جول، ظهرت للعلن في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، عقب سنوات من ابتعاد الأخير عن الحزب والحديث المتزايد عن خلافات عميقة بين الحليفين السابقين.
هذه الخلافات التي حاول الطرفان إبقاءها طي الكتمان وعدم إخراجها إلى العلن للحفاظ على تماسك الحزب الحاكم ظهرت آنذاك بشكل قطعي عقب توجيه جول انتقادات مباشرة لقانون أعلنت عنه الحكومة في تلك الفترة، وأثار جدلاً واسعاً في البلاد، وهو ما قابله أردوغان بانتقادات لاذعة وغير مسبوقة للرئيس السابق.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي صدرت حزمة قوانين جديدة في تركيا بموجب حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد منذ محاولة الانقلاب الأخيرة منتصف يوليو/تموز 2016، من بينها قانون ينص على إعطاء حماية قانونية شاملة لمدنيين شاركوا في إفشال محاولة الانقلاب، في محاولة من الرئيس التركي لضمان عدم محاكمة أنصاره بتهمة القيام بأعمال عنف ضد قوات الجيش والأمن التي شاركت في محاولة الانقلاب.
جول الذي التزم الصمت طيلة أشهر من تركه منصبه الرئاسي، حيث كان لا يشارك في أي فعاليات سياسية بصفته أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ولا بصفته الرئيس السابق للجمهورية، كما أنه لا يبدي آراءه في الأحداث السياسية الداخلية والخارجية المتلاحقة، لكنه كسر هذا الصمت حينئذ بالحديث بشكل مباشر عن القانون الجديد.
وعلى الرغم من أن عبدالله جول يعد من أبرز المؤسسين الأوائل لحزب "العدالة والتنمية" إلى جانب أردوغان فإنه أبدى عديدا من المواقف التي تعبر عن رفضه بعض السياسات التي يتبعها أردوغان، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المعارضين لسياساته، سواء من خارج أو داخل الحزب.