اتصال بوتين وأردوغان.. ما هو "الخط المدمر" بعد تحذير روسيا؟
تصدرت ملفات أسرى الحرب الأوكرانية وسوريا فضلا عن تصدير الحبوب، المباحثات الهاتفية التي أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين.
ووسط تحذيرات بوتين مما وصفه "الخط المدمر" في الحرب بأوكرانيا، تسعى تركيا للعب دور الوسيط خلال المرحلة المقبلة في تلك الأزمة بتقديم عدة مقترحات أبرزها مشروع حول الحبوب الروسية وتبادل الأسرى.
وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن أردوغان، أجرى محادثات هاتفية مهمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب البيان الصادر عن مديرية الإعلام والاتصالات في الرئاسة التركية، فقد تم خلال المحادثات بحث تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكر البيان أنه تمت مناقشة قضايا ممر الحبوب، وتصدير الأمونيا والأسمدة.
- أردوغان: مستعدون للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا
- المقداد: على تركيا إنهاء وجودها العسكري في سوريا لتحقيق تقارب كامل
كما تمت مناقشة خطوات ملموسة في مشروع "تحويل الحبوب الروسية إلى دقيق في تركيا، وإرسالها إلى الدول الأفريقية المحتاجة".
وأكد الرئيس التركي أردوغان خلال المحادثات، أن تركيا مستعدة للقيام بمهمة التيسير والوساطة، من أجل إحلال سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا.
"الخط المدمر"
من جهته أعلن الكرملين أن بوتين، أجرى محادثة هاتفية مع أردوغان، بحثا فيها تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والوضع في سوريا وقضايا أخرى.
وقال الكرملين في بيانه: "لفت فلاديمير بوتين الانتباه إلى الخط المدمر الذي يتبعه نظام كييف، الذي يراهن على تكثيف الأعمال العدائية بدعم من الرعاة الغربيين والزيادة في حجم الأسلحة والمعدات العسكرية المنقولة".
ووفق مراقبين فالرئيس الروسي كان يشير هنا إلى تصاعد وتيرة الحرب بعد دخول الأسلحة الغربية ووصولها إلى نقطة لا رجعة فيها بدلا من إحلال السلام.
كما تطرق الزعيمان إلى مسألة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وعلى رأسهم الجرحى، بالإضافة إلى واستعراض التقدم المحرز في تنفيذ صفقة الحبوب.
وكان الرئيس التركي أبدى استعداده للتوسط في اتفاق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن مكتب أردوغان أن الرئيس التركي أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مكالمة هاتفية الخميس الماضي، باستعداد أنقرة لتولي مهام الوساطة في سبيل الوصول إلى سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف البيان أن تركيا عرضت أيضا دعما دبلوماسيا فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، وعملت تركيا في السابق كوسيط، إلى جانب الأمم المتحدة، لإبرام اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
القضية السورية
كما بحث الرئيسان الوضع في سوريا، وأكدا أيضا عزمهما تطوير التعاون بين البلدين، بما في ذلك مشروع مركز الغاز.
وكانت تركيا حذرت من أنها قد تشن عملية عسكرية برية في سوريا "في أي وقت"، رغم التقارب بين البلدين مؤخرا.
ونقلت وكالة "فرانس برس"، السبت الماضي، عن المستشار القريب من الرئاسة التركية إبراهيم قالن قوله إن "شنّ عملية عسكرية برية في سوريا ممكن في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات الواردة".
إلا أن قالن في الوقت نفسه أعرب عن دعم أنقرة للعملية السياسية التي بدأت نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي مع لقاء وزيرَي الدفاع التركي خلوصي آكار والسوري على محمود عباس في موسكو.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال يوم الخميس الماضي إن اللقاءات بين دمشق وأنقرة يجب أن تكون مبنية على إنهاء "الاحتلال"، في إشارة للعملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا.
والسبت الماضي أيضا، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد، إن "أي لقاءات مع الجانب التركي يجب أن تُبنى على أسس احترام سيادة بلادنا ووحدة أراضيها وإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب".
وقال وزير الخارجية السوري، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إنه "سيتعين على تركيا إنهاء وجودها العسكري في بلاده لتحقيق تقارب كامل".
وأضاف أنه بعد لقائه مع نظيره الإيراني في دمشق "لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال"، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".