زعيم حزب السعادة: أردوغان جعل من تركيا "إمبراطورية للخوف"
زعيم حزب السعادة التركي المعارض يؤكد أن بعض الناخبين يخاف من أن يتعرض لضرر لو لم يصوت، وبعض آخر يخاف الفصل من عمله.
اتهم زعيم حزب السعادة التركي المعارض، تمل قرة مُلا أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان بتحويل بلاده إلى "إمبراطورية للخوف" قائلا إن الناخبين صوتوا لحزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه خشية عواقب هزيمته.
ويشير ملا أوغلو إلى الانتخابات البلدية التي جرت في تركيا نهاية الشهر الماضي وتعرض فيها حزب أردوغان لخسارة مذلة في المدن الرئيسية بالبلاد بما فيها العاصمة أنقرة وإسطنبول وإزمير.
وأوضح زعيم حزب السعادة التركي المعارض، أن الناخبين في البلاد صوّتوا لحزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات المحلية الأخيرة "لخوفهم من عواقب عدم التصويت له".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المعارض التركي، الجمعة، لصحيفة "غزته دووار" المحلية، والتي قيّم خلالها الانتخابات المحلية الأخيرة، والتطورات التي تبعتها في ظل تعنت الرئيس أردوغان وحزبه، وتشكيكهما في نتائج انتخابات مدينة إسطنبول التي خسرها مرشحهما بن علي يلدريم.
وعن سبب خوف الناخبين قال ملا أوغلو: "لأن هناك قوة استبدادية ترهبهم، حتى تحولت تركيا إلى إمبراطورية من الخوف، لأنهم يخافون منكم (في إشارة لسلطات أردوغان)".
وعن مظاهر خوف الناخبين قال ملا أغلو: "بعضهم يخاف من أن يتعرض لضرر لو لم يصوت، وبعض آخر يخاف الفصل من عمله".
وتابع: "ولولا تدخل الحكومة في الصناديق الانتخابية بمنطقة شرق الأناضول، ما كان بإمكانه (حزب أردوغان) الحصول على نصف الأصوات التي حصل عليها بتلك المنطقة في هذه الانتخابات".
واستبعد ملا أوغلو فكرة إعادة الانتخابات المحلية مرة ثانية في إسطنبول، مضيفا: "لو سألتم الناخبين بالمدينة فإن 99.9% منهم سيرفضون هذا الأمر الذي إذا حدث فإن زلزالا ستشهده البلاد".
زعيم حزب السعادة -الذي يُعد امتدادا لحزب الرفاه الذي قاده رئيس الوزراء التركي الراحل نجم الدين أربكان أستاذ أردوغان- اعتبر أن "أردوغان في حالة صراع مع نفسه، وهو الآن في مأزق لا يمكن الخروج منه، فهو من جهة يريد إظهار احترامه لسيادة القانون، ومن جهة أخرى يستصعب مسألة خسارة مدينة بحجم إسطنبول".
وتابع قائلا: "وإذا لم يتدخل النظام في الانتخابات ما كان بمقدور تحالف الجمهور (بين حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية) أن يحصل على نسبة 53% التي حصل عليها".
وفي 31 مارس/آذار الماضي، جرت الانتخابات المحلية التركية لاختيار رؤساء بلدية لـ30 مدينة كبرى و1351 منطقة، بالإضافة إلى 1251 عضو مجلس ولاية و20 ألفاً و500 عضو مجلس بلدية.
وتنافس في الانتخابات 12 حزباً هي: "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
ومُني الحزب الحاكم بزعامة أردوغان بخسارة كبيرة في المدن الكبرى لم يستوعبها، فبدأ على الفور الطعن في نتائج الانتخابات.
وطلب الحزب إعادة فرز الأصوات، وتمادى في مطالبه بإلغاء الانتخابات في مدينة إسطنبول، لكن اللجنة العليا للانتخابات رفضت مطلبه الأخير، كما عمد إلى تعطيل تسليم البلديات للفائزين بها في الانتخابات الأخيرة بذرائع مختلفة.
ورغم مرور أكثر من 10 أيام على إجراء الانتخابات فإن أردوغان وحزبه لا يزالان يناوران ويشككان في نتائج انتخابات المدينة، ويتقدمان بطعون في مختلف اللجان الانتخابية لإعادة فرز الأصوات، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهب بعض القياديين بالحزب إلى ضرورة إعادة الانتخابات بالمدينة.
ويرى مراقبون أن فساد البلديات طيلة حكم العدالة والتنمية هو السبب الرئيسي الذي يدفع أردوغان ونظامه إلى التعنت في تسليم البلديات، وفي عدم الإقرار بخسارته، لا سيما في بلديات المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز