انتخابات بلغاريا ومقايضة "الديكتاتور" ينزلان حلبة صراع تركيا وأوروبا
الرئيس التركي قال إنه سيواصل استخدام تعابير مثل "النازية" و"الفاشية" للإشارة إلى مسؤولين أوروبيين طالما يعتبرونه "دكتاتورا".
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه سيواصل استخدام تعابير مثل "النازية" و"الفاشية" للإشارة إلى مسؤولين أوروبيين طالما يعتبرونه "دكتاتورا".
وقال أردوغان في مقابلة مع قناتي "سي إن إن تورك" و"كنال د": "يحق لكم وصف أردوغان بالدكتاتور لكن لا يحق له أن يقول لكم فاشيون ونازيون".
ومضى يقول: "طالما يصفون أردوغان بديكتاتور فسأواصل استخدام هذه التعابير للإشارة إليهم".
غير أنه شدد في الوقت نفسه على أهمية العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد الشريك التجاري الأول لتركيا.
ولطالما يؤكد الرئيس التركي أهمية إبعاد المستثمرين عن الخلاف السياسي الدائر بينه وبين أوروبا، خاصة وأن تركيا تشهد سوءا في وضعها الاقتصادي بعد تعرضها لسلسلة من العمليات الإرهابية وحدوث صراع داخلي بين حزب أردوغان الحاكم ومعارضيه.
ويأتي هذا على خلفية أزمة نشبت منذ أسابيع على خلفية إصرار أنقرة أن يعقد مسؤولوها تجمعات انتخابية دعائية وسط الجاليات التركية في أوروبا للدعوة للتصويت بنعم في الاستفتاء التركي المقرر إبريل/نيسان المقبل، وذلك على الرغم من رفض دول أوروبية لذلك لـ"دواعٍ أمنية".
واتهمت أنقرة بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وهولندا بانتهاج ما تقول إنه "أساليب نازية".
وردت دول أوروبية على ذلك بالمطالبة بوقف المفاوضات مع تركيا حول الانضمام للاتحاد الأوروبي، والتفكير في تجميد عضويتها في تحالف شمال الأطلسي "الناتو"، ومنع دخول بعض المسؤولين الأتراك لأراضيها.
وفي إطار التصريحات الحامية المتبادلة بين مسؤولين أتراك وأوروبيين، قال رئيس بلغاريا، رومين راديف، الخميس إن بلاده لن تقبل دروسا في الديمقراطية من تركيا.
وجاءت تصريحات راديف ردا على تدخل أردوغان في مجرى العملية الانتخابية المقررة في بلغاريا الأحد المقبل؛ حيث اتهم بلغاريا بأنها تمارس ضغوطا على الجالية التركية المقيمة في بلغاريا في عملية التصويت.
وقال راديف للصحفيين: "بلغاريا لا تعطي وأيضا لا تقبل دروسا في الديمقراطية، خاصة من دول لا تحترم حكم القانون."
وتابع قائلا: "أود أن أؤكد لكم أن الانتخابات في بلغاريا ستمر بسلاسة. بلغاريا دولة أوروبية تتبع قوانينها وليس أهواء الآخرين."
واتهمت بلغاريا تركيا بالتدخل في انتخابات جرت الأسبوع الماضي بعد تقارير عن ترويج وزير تركي لأحد الحزبين الممثلين للبلغاريين الأتراك الذين يزيد عددهم عن 500 ألف.
ومنذ ذلك الحين طردت أجهزة الأمن البلغارية مواطنين تركيين اثنين ومنعت ثلاثة آخرين من دخول البلاد.
وكثيرا ما يلوح أردوغان بالجاليات التركية المقيمة في بلاد أوروبية كورقة ضغط في خلافاته السياسية مع حكومات تلك الدول، خاصة وأن الكثير من أفراد الجالية يتمتعون بجنسيات هذه الدول ومن حقهم التصويت في الانتخابات.
وعلى صعيد هذا الخلاف، استدعى الاتحاد الأوروبي، الخميس، السفير التركي لدى بروكسل لطلب تفسير حول تصريحات أردوغان التي تضمنت تهديدا بحرمان الأوروبيين من الأمان خلال سيرهم في الشوارع.
وقالت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانسيتش: "لقد طلبنا من المندوب الدائم لتركيا لدى الاتحاد الأوروبي المجيء إلى المكتب الأوروبي للعمل الخارجي"، الجهاز الدبلوماسي للاتحاد "لأننا نرغب في الحصول على تفسير".
وجاء هذا بعد يوم من الهجوم الذي استهدف دهْس مارة في الشارع وقتْل شرطي أمام البرلمان البريطاني في لندن، وهو الهجوم الذي وقع بعد ساعات قليلة من تهديد أطلقه الرئيس التركي للأوروبيين في أنحاء العالم، قائلا إنهم لن يتمكنوا من السير بأمان في الشوارع إذا استمر موقفهم الحالي من تركيا.
ولم يوضح أردوغان ماذا يعني بتصريحه، أو ما المخاطر التي ستواجه الأوروبيين في الشوارع وتفقدهم الأمان.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز