المتحف المصري ينظم معرضا أثريا لتاريخ نشأة الملكية قبل الميلاد
المعرض يضم 110 قطع أثرية تمثل نشأة أول دولة سياسية معروفة في التاريخ في وادي النيل بمصر نهاية الألف الرابع قبل الميلاد.
ينظم المتحف المصري في القاهرة، مساء الخميس، معرضاً أثرياً مؤقتاً تحت عنوان "نشأة الملكية مصر في الألف الرابع قبل الميلاد"، وذلك بالتعاون مع معهد بون للآثار المصرية.
وقالت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية، إن المعرض من المقرر استمراره لمدة شهرين، ويضم 110 قطع أثرية تمثل نشأة أول دولة سياسية معروفة في التاريخ في وادي النيل بمصر نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، مشيرة إلى أن أهم القطع المعروضة هي بطاقة عاجية للملك جر، وصورة لشخص من صلاية نعرمر، وجزء من صلاية ملكية.
وأوضحت صباح عبدالرازق، مدير عام المتحف، أن الكتابة والتعبير بالصورة تطورت بشكل ملحوظ في تلك الفترة، وكذلك التطور الاجتماعي والاقتصادي، وتم وضع نظام الأعداد العشري، وتحديد وحدات القياس المختلفة.
وأضافت أن المعرض يلقي الضوء على عمليات التطور الكبرى التي شهدتها مصر خلال تلك الفترة، مشيرة إلى أن هذه المرحلة التكوينية للحضارة المصرية تمثل أهمية كبرى من منظور التاريخ العالمي من خلال ما تبوح به صلاية "نعرمر" الشهيرة باعتبارها واحدةً من القطع الأثرية المرجعية المهمة متعددة الدلالات والتفسيرات.
نشأة الدولة المصرية القديمة
كشفت القوائم المنقوشة على حجر "باليرمو" المحفوظ في المتحف الأثري الإقليمي بمدينة "باليرمو" الإيطالية، عن قائمة ملوك مصر من عصر الأسرة الأولى إلى بداية عصر الأسرة الـ5 المرتبة زمنيا، وتأسيس الأسرة الأولى على يد الملك "نارمر" أو "مينا" الذي أعاد البلاد إلى وحدتها وقوتها وصور تلك الوحدة المعروفة باسم "لوحة نارمر" التي يؤدّب فيها مثيري الشغب والقلاقل من الغرباء المتسللين وسط أهل الشمال.
وأطلق المصريون القدماء على هذه الذكرى كذلك اسم "سما – تاوي" أي "توحيد الأرضين" على يد الملك "مينا" المعروف بـ"موحد القطرين"، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من الوحدة السياسية وتأسيس أول دولة مركزية في التاريخ منذ 3200 عام قبل الميلاد.
وتكشف المصادر التاريخية عن وجود محاولات سبقت الملك "نعرمر" في توحيد القطرين أو مملكتي الشمال والجنوب في مصر خلال فترة زمنية بعيدة على مراحل عديدة منذ أن استقر المصري القديم في وادي النيل بعد نزوله من الهضاب بعد فترة الجفاف وقلة الأمطار التي مر بها العالم القديم في ذلك الوقت، لتبدأ مرحلة الاستقرار على ضفاف نهر النيل والزراعة وبناء القرى والمدن، ثم تلتها مرحلة اتحدت فيها المدن الكبرى مكونة الأقاليم في الوجهين البحري والقبلي.
وجاءت المرحلة الثالثة وهي تكوين المملكتين الشمالية والجنوبية، إذ اتحدت أقاليم الوجه البحري مكونة مملكة الشمال وعاصمتها مدينة بوتو ذات التاج الأحمر، كما اتحدت أقاليم الوجه القبلي مكونة المملكة الجنوبية وعاصمتها مدينة نخب بتاجها الأبيض، واتحدت المملكتان قبل توحيدها على يد الملك مينا، لكنها باءت بالفشل وعادت مرة أخرى مصر منقسمة إلى مملكتين، وبتوحيد القطرين عام 3200 قبل الميلاد، بدأ تكوين الأسرات المصرية وكتابة التاريخ المصري وتسجيل حضارته القديمة.