إثيوبيا تأسف لـ"تسييس" سد النهضة وتجدد تمسكها بالوساطة الأفريقية
عبرت وزارة الخارجية الإثيوبية عن أسفها لما سمّته "تسييس" ملف سد النهضة، مؤكدة التزامها برعاية الاتحاد الأفريقي للمفاوضات.
وقالت الوزارة، في بيان، إن "إثيوبيا أوضحت موقفها مرارا وتكرارا بأن طرح الموضوع (ملف سد النهضة) على مجلس الأمن الدولي أمر غير مفيد وغير مجدٍ وبعيد عن ولاية المجلس".
وأوضحت أن "المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي هي وسيلة مهمة لمعالجة مخاوف كل طرف، وتمكنا من التوصل إلى توضيحات بشأن عدد كبير من القضايا من خلال المفاوضات".
وأضافت أن "المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان كانت حول الملء الأول وتشغيل السد، وفقا لإعلان المبادئ (تم توقيعه في 2015)".
وجدد البيان التزام إثيوبيا بتحقيق المفاوضات الثلاثية بقيادة الاتحاد الأفريقي نتيجة مقبولة بشكل متبادل.
وأكدت استعدادها للعمل على النهج المرحلي الذي اقترحته رئاسة الاتحاد الأفريقي (الكونغو)، ومن ثم تشجيع مصر والسودان على التفاوض بحسن نية لتحقيق هذه العملية.
وكانت الكونغو اقترحت في وقت سابق نهجا مرحليا بحيث يتم اتفاق مرحلي حول عملية الملء الثاني، فيما يتم حلحلة القضايا المتبقية من خلال مواصلة المفاوضات بين الأطراف الثلاثة.
وأمس الإثنين، قال وزير الطاقة والمياه الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، إن بلاده مستعدة دائما للانخراط مع الأطراف كافة للتفاوض وإبرام اتفاق عادل ومربح لجميع الأطراف بشأن سد النهضة.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن القضايا المتنازع عليها حول سد النهضة لا تشكل تهديدًا أمنيًا، ولا يمكن حلها في مؤسسة عالمية كمجلس الأمن.
والخميس الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة بشأن سد النهضة، دعت خلالها أمريكا وعدة دول لضرورة حل المشاكل العالقة بين مختلف الأطراف بالتفاوض، وتحت المظلة الأفريقية.
وأكدت مصر في كلمتها على أن "إبرام اتفاق بشأن سد النهضة ليس أمرًا بعيد المنال ولكن التعنت الإثيوبي هو السبب الرئيسي للفشل في ذلك"، مشيرة إلى أن "مرجع ومصدر أزمة سد النهضة سياسي بامتياز".
يشار إلى أن سد النهضة الذي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه مع شروعها في مرحلة البدء الثاني، لا يزال محل خلاف بينها وبين دولتي المصب مصر والسودان.
ومنذ أيام، قالت مصر والسودان إن إثيوبيا أبلغتهما رسمياً ببدء المرحلة الثانية من ملء بحيرة سد النهضة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع من القاهرة والخرطوم.
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ عام 2011 للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة المعد، ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا بقدرة تصل إلى 6500 ميجاوات.
وجهة النظر المصرية السودانية يقابلها تأكيد من الجانب الإثيوبي على أن سد النهضة "مشروع تنموي" لن يسبب أي ضرر لبلدي المصب، متمسكة بالوساطة الأفريقية للتفاوض بشأنه.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg جزيرة ام اند امز