إثيوبيا.. دعوة لمظاهرات حاشدة لدعم سياسات آبي أحمد
تقديرا لإنجازات رئيس وزراء إثيوبيا الجديد تطوعت لجنة من مختلف فئات الشعب لتنظيم مسيرة حاشدة غدا السبت لدعم الإصلاحات التي يقودها.
تنطلق غدا السبت مسيرات مليونية سلمية حاشدة وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعما للتحولات الكبرى التي تشهدها البلاد بقيادة رئيس الوزراء الشاب آبي أحمد.
وينظم هذه المسيرة لجنة من المتطوعين تضم أكثر من ألفين من المنظمين من مختلف قطاعات الشعب الإثيوبي، ويتوقع أن يشارك فيها 4 ملايين شخص، حسب اللجنة المنظمة.
وتعد هذه أول سابقة في تاريخ إثيوبيا أن يحظى رئيس بدعم شعبي غير مسبوق خلال شهرين من توليه منصبه، حيث انتخب آبي أحمد (42 عاما)، المنحدر من إقليم "أوروميا" في أبريل/نيسان الماضي رئيسا للوزراء، ليكون أول شاب من "الأورومو" يتولى رئاسة الوزراء في البلاد.
انتخاب آبي أحمد حمل الكثير من الآمال والطموحات السياسية لإثيوبيا وأحزاب المعارضة على وجه الخصوص، بعد قرابة 3 سنوات من التوترات والاحتجاجات المتقطعة التي شهدتها البلاد.
أولى هذه الآمال ظهرت بعد أن أدى آبي أحمد اليمين الدستورية، وتعهد في خطاب له عقب أداء اليمين الدستورية بإتاحة الحريات والممارسة السياسية أمام أحزاب المعارضة ومواطني المهجر، ومحاربة الفساد، وتطوير الاقتصاد، وشدد على ضرورة معالجة التباينات الداخلية عبر الحوار.
ومثلت تعهدات آبي أحمد استجابة لتطلعات قطاعات كبيرة من الشعب الإثيوبي الذي استقبلها بارتياح شديد وتفاؤل بتحولات كبرى تشهدها إثيوبيا، وهو ما تحقق بالفعل من خلال القرارات الشجاعة والجرئية التي اتخذها آبي أحمد، في غضون شهرين فقط من انتخابه.
المصالحة الوطنية
أولى قرارات آبي أحمد كانت المصالحة الوطنية في إثيوبيا بعد أسبوع من توليه رئاسة الحكومة، حيث أجرى لقاء مع ممثلي المعارضة وشخصيات وطنية بارزة وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، بحضور اثنين من زعماء المعارضة، هما ميريرا جودينا وبيكيلي جيربا.
ودعا قادة المعارضة إلى فتح صفحة جديدة، واتخاذ مواقف إيجابية للمساهمة في تطوير الديمقراطية في البلاد، وتعهد بإتاحة الحريات السياسية والمشاركة لأحزاب المعارضة.
وفي إطار هذه المصالحة، عاد إلى إثيوبيا مؤخراً زعيم جبهة أورومو الديمقراطية المعارضة لينشو ليتا، برفقة 4 من قيادات الجبهة، بعد عقدين من الزمن قضاهما في المنفى بين أوروبا وأمريكا.
ولم تتوقف الإصلاحات والمصالحة الوطنية على إطلاق السجناء السياسيين، وإنما شملت قيادات بارزة تقيم خارج البلاد، حيث أسقطت الحكومة في 29 مايو/أيار الماضي التهم عن أبرز اثنين من المعارضين بالخارج، وهما برهانو نيجا رئيس "حركة 7 مايو" المعارضة المحظورة، وجوهر محمد مدير شبكة "أرومو" الإعلامية.
وفي استجابة لإصلاحات آبي أحمد وسعيه إلى المصالحة، أعلن ائتلاف المعارضة الإثيوبية المسلحة، الذي يتخذ من إريتريا مقراً له، تعليق أنشطته العسكرية وتخليه عن جميع أشكال الأعمال المسلحة ضد الحكومة الإثيوبية.
وقال الائتلاف -المكون من حركة "قنبوت سبات" و"الجبهة الوطنية الإثيوبية"، في بيان صادر الجمعة- إن إعلان ائتلاف المعارضة بتوقفه عن عملياته العسكرية ضد الحكومة الإثيوبية يأتي في إطار الخطوات المشجعة التي اتخذها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والتطورات الإيجابية الكبيرة التي أحدثها في البلاد.
العفو العام والغاء الملاحقات القانونية للمعارضين
وفي مايو/أيار الماضي أعلنت إثيوبيا العفو عن 756 سجينا بينهم قيادي معارض كانوا متهمين في قضايا منها فساد وإرهاب بينهم 18 امرأة.
وفي خطوة أخرى تدعم الأجواء التوافقية بالبلاد ألغت إثيوبيا حالة الطوارئ، مطلع الشهر الجاري.
أما الحدث الأهم في تاريخ إثيوبيا هو قبول الائتلاف الحاكم تنفيذ اتفاقية الجزائر، التي أوقفت الحرب بين إثيوبيا وإريتريا في عام 2000، وإعلان الحكومة الإثيوبية خصخصة الشركات المملوكة للدولة بعدما كانت ترفض ذلك بشكل قاطع.
وبعد قطيعة 18 عاما أعلنت إريتريا إرسالها وفدا لإثيوبيا لإجراء محادثات سلام، لتمثل هذه الخطوة الإريترية نقطة تحول كبرى في إنجازات آبي أحمد.
وتقديرا لهذه الإنجازات تطوعت لجنة من مختلف فئات الشعب الإثيوبي لتنظم مسيرة حاشدة غدا السبت لدعم آبي أحمد والإصلاحات التي يقودها لانتقال إثيوبيا إلى التحول الديمقراطي.
وتولى آبي أحمد السلطة في بلاده أبريل/نيسان الماضي، وقدم خلال خطاب القسم الذي ألقاه في البرلمان الإثيوبي اعتذاره إلى المواطنين الذين تعرضوا للأذى خلال الاضطرابات السياسية الأخيرة التي شهدتها أديس أبابا، كما مد يده للمعارضة السياسية في الداخل والخارج ولإريتريا الخصم القديم لبلاده.