أديس أبابا: نأسف للصمت على احتلال السودان أراضي إثيوبية
أعربت إثيوبيا عن أسفها لصمت المجتمع الدولي عن "اعتداءات السودان واحتلاله أراضينا" على الحدود.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية دمقي مكونن، خلال مباحثات مع المبعوث الأوروبي ووزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، إن بلاده تأسف لعدم انتقاد السودان لاحتلاله أراضي إثيوبية، مشيرا إلى تمسك بلاده بقيادة الاتحاد الأفريقي لمفاوضات سد النهضة.
وبحسب بيان للخارجية الإثيوبية فقد تناول اللقاء، الذي جمع مكونن وهافيستو في أديس أبابا، الأوضاع في إقليم تجراي، وملف سد النهضة، والتوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا.
وحول الوضع في إقليم تجراي، أكد مكونن التزام الحكومة الإثيوبية بتقديم الجناة في الانتهاكات إلى العدالة بناءً على نتائج التحقيق المشترك بين لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، وحقوق الإنسان الأممية.
ودعا المسؤول الإثيوبي المجتمع الدولي لدعم الحكومة التي لا تزال تغطي 70% من المساعدات التي تصل إلى 4.5 مليون شخص حتى الآن بإقليم تجراي، مشيرا إلى أن الحكومة وضعت خارطة طريق فيما يتعلق بالنازحين داخليًا في تجراي لإعادة توطينهم قبل موسم الأمطار المقبل.
وتابع، أن الحياة في تجراي عادت إلى طبيعتها، والحكومة تشرع في خطط لإجراء مشاورات واسعة النطاق لجعل عملية السلام مستدامة.
بدوره، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، الذي زار إقليم تجراي، إن الوكالات الإنسانية العاملة في الإقليم أطلعته على التحسن الذي حدث في وصول المساعدات للمحتاجين.
وأعرب عن تقديره للاتفاق المعلن مؤخرًا بين لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، والأمم المتحدة للتحقيق المشترك في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في الإقليم.
وحول مفاوضات سد النهضة، أشار المبعوث الأوروبي إلى ضرورة الإسراع في تبادل المعلومات والبيانات قبل البدء في الملء الثاني للسد، مشيرا إلى أنه أمر مهم ومستحسن.
وكان مبعوث الاتحاد الأوروبي بيكا هافيستو بحث، الأربعاء الماضي مع رئيسة إثيوبيا سهلى ورق زودي جهود الإغاثة الإنسانية في إقليم تجراي، وملف سد النهضة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سيطر الجيش السوداني، بعد مواجهات عسكرية، على أراض قالت الخرطوم إنها "تقع ضمن حدودها المعترف بها دوليا"، بينما تقول إثيوبيا العكس.
وأمس الخميس، أكد مسؤول بالجيش السوداني، لوكالة الأنباء الرسمية، استعادة بلاده "95% من أراضيها المغتصبة"، متعهدا بـ"الرد بحسم على أي محاولة إثيوبية" مضادة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن قائد اللواء الخامس للقوات المسلحة بأم براكيت العميد وليد أحمد السجان، قوله إن "القوات المسلحة استردت 95% من الأراضي المغتصبة بمنطقة الفشقة الكبرى، واستقرار الأوضاع الأمنية بالمناطق المحررة".
وعلى مدى عقود، أجرى البلدان محادثات حول الحدود، دون التوصل إلى اتفاق حول ترسيمها.
كان الاتحاد الأوروبي صعد في الفترة الماضية وتيرة تصريحاته المنتقدة للحكومة الإثيوبية بشأن الأوضاع في إقليم تجراي، وعبر في عدة بيانات عن قلقه بشأن القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية اللاجئين في الإقليم.
فيما انتقدت إثيوبيا، مواقف الاتحاد الأوروبي بشأن الأوضاع في إقليم تجراي، واصفة إياها بأنها "غير متوازنة"، ولا تعكس الواقع الحقيقي على الأرض.
وتعود قضية إقليم تجراي إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتنفيذ عملية عسكرية ضد "جبهة تحرير تجراي"، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية.
ونجح الجيش الإثيوبي في توجيه ضربات متتالية للجبهة وهزيمتها في الكثير من المواقع حتى وصل إلى عاصمة الإقليم "مقلي" في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسط اتهامات لأديس أبابا بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان تنفيها الأخيرة بشدة.
وفيما يتعلق بسد النهضة، فإن المفاوضات بين أطراف الأزمة؛ مصر والسودان وإثيوبيا، لم تحقق نجاحا يذكر خلال جولة المفاوضات الأخيرة، إذ ترفض القاهرة والخرطوم أي تحركات أحادية لملء السد وتشغيله قبل التوصل لاتفاق ملزم، فيما تؤكد أديس أبابا سيادتها وحقها في إقامة مشروعات تنموية.
وتتخوف مصر والسودان من آثار سلبية محتملة على حصتهما المائية من مياه نهر النيل بعد تشغيل السد وملء بحيرته، وهو ما تؤكد أديس أبابا أنه لن يحدث.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز