مؤرخ إثيوبي يقدم دليلا على إسلام النجاشي.. ويروي أحداث "الهجرة الأولى"
يتحدث لـ"العين الإخبارية"
ضمن نفحات شهر رمضان المبارك، نتجول مع الأكاديمي والمؤرخ الإثيوبي البروفيسور آدم كامل فارس حول دور الحبشة في رسالة الإسلام.
ونرصد خلال هذه الرحلة كيف كانت حياة الصحابة بعد أول هجرة في التاريخ الإسلامي مع إلقاء الضوء على دليل إسلام الملك النجاشي.
بدأ الأكاديمي والمؤرخ الإثيوبي البروفيسور، آدم كامل فارس حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا إن الرسول ﷺ كان له مندوب دائم ومستقر ينتقل ما بين المدينة والحبشة، وكلما نزلت آية من القرآن كان يأتي ويقدم البيان إلى جعفر بن أبي طالب وجعفر بدوره يعلم المهاجرين والأحباش الذين أسلموا وآمنوا بالدعوة، فيما كانت زوجته الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس تعلم النساء والأطفال وذلك حتى لا يكونوا غرباء عن مبادئ الدعوة الإسلامية.
وتأتي هذه الرواية ضمن سياق الهجرة الأولى والثانية لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة، عندما طلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من صحابته الهجرة إلى أرض الحبشة، في السنة الخامسة من البعثة (615 ميلادية)، وذلك بعد ما حوربت رسالته بضراوة في مكة المكرمة.
صلاة الغائب دليل إسلام النجاشي
والنجاشي، هو أصحمة بن أبهر، حكم أرض الحبشة في الفترة بين عامي 610 و630 ميلادية، وقال عنه النبي محمد: "ملك عادل لا يظلم عنده أحد" .
وتفيد المصادر التاريخية بأن النجاشي (لقب كان يطلق على حاكم الحبشة آنذاك)، أسلم بعد أن تأثر بالمسلمين المهاجرين، ودفن جثمانه في القرية المسماة باسمه "النجاشي" في العام الـ9 للهجرة (630 ميلادية).
ولفت كامل إلى أن أول صلاة غائب في الإسلام كانت على النجاشي، وقال إن جبريل عليه السلام نقل للنبي ﷺ خبر وفاة النجاشي، وقال له إن من قدم لك العون والإعانة انتقل إلى رحمة الله وطلب الرسول ﷺ من الصحابة أن يصطفوا لأداء صلاة الغائب، ولأول مرة تم أداء صلاة الغائب عليه في منطقة اسمها نخاوي بالمدينة المنورة.
وتابع كامل أن أداء صلاة الغائب على روح النجاشي، يثبت أنه قبل الإسلام وأسلم ولكن هناك من يعارض هذا القول ويرون أن النجاشي لم يقبل الإسلام، مضيفا أن هؤلاء لا يعرفون التاريخ الحقيقي للنجاشي.
وأضاف أنه من المؤكد بأن النجاشي كان مسلما وقبل الإسلام لمدة 3 سنوات، مشيرا إلى أن عمرو بن العاص قبل الإسلام على يد النجاشي وتلك رواية معروفة في السيرة النبوية.
دور الحبشة في رسالة الإسلام
وتطرق كامل، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى دور الحبشة في رسالة الإسلام، وقال إن مساهمة الحبشة كبلاد والأحابيش كجنس والوقوف بجوار النبي ﷺ ساعد في تمكن الرسول ﷺ من وضع القواعد الأساسية لهذه الرسالة العالمية.
وكانت تسمية "الحبشة" تطلق، آنذاك، على المنطقة الواقعة شمال شرقي أفريقيا، وتشمل كلا من إريتريا، والصومال، والسودان، وجيبوتي، وإثيوبيا حاليا، وأصبح الاسم اليوم مقصورا على إثيوبيا.
وأشاد المؤرخ والكاتب الإثيوبي آدم كامل، بدور العلماء والأئمة في الحفاظ على شؤون مسلمي إثيوبيا والإسلام بصورة عامة بالبلاد، وقال إنه من هذا المنطلق هناك 2 مليار مسلم في العالم مدينون للحبشة على هذا الموقف بجانب الدور الكبير الذي قام به الملك النجاشي.
وأوضح أن الملك النجاشي قام بتمويل ومساعدة جيش المسلمين في أكثر من مرة وأن نحو 280 من الأحباش كانوا حول الرسول ﷺ يساندونه، وأولهم الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن الرسول ﷺ، مؤكدا أن أم هاجر أول شهيدة في غزوة بدر هي الأخرى حبشية.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjM5IA== جزيرة ام اند امز