معهد أباجفار للدراسات الإسلامية في إثيوبيا.. 11 عاما من العطاء
10 سنوات مرّت ولا يزال معهد أباجفار الشرعي للدراسات الإسلامية واللغة العربية في إثيوبيا يبذل الكثير في مجال تعليم الطلاب.
عطاء مستمر من أجل تمليك الطلاب المنهج الوسطي للإسلام، بهدف إشراكهم في تنمية ونهضة المجتمع في جميع القطاعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الإثيوبية.
وقال الشيخ شافي ياسن سراج، محاضر معهد أباجفار، إن المعهد شهد إقبالاً كبيراً منذ إنشائه في العام 2011، خاصة وأنّ الأسر بالمنطقة أصبحت تدفع بأبنائها إلى تعلم الدين الإسلامي ودراسة اللغة العربية كميزة إضافية مهمة لاجتياز مكانة مرموقة في المجتمع الإثيوبي.
يقع معهد أبا جفار بمدينة جيما، إحدى أهم المدن بإقليم أوروميا الإثيوبي، حيث تحتل المدينة العريقة مكانة تاريخية ليس كونها مهدا للبن في أكبر أقاليم البلاد مساحة وتعدادا، وإنما أيضا كإحدى معالم الحضارة الإسلامية بالبلاد ومواقعها التاريخية ووجهتها السياحية.
وأضاف شافي لـ"العين الإخبارية" أن معهد أباجفار للدراسات الإسلامية واللغة العربية، يعمل بنظام التدريس بتوفير سكن للطلاب (داخلية) لمدة سنتين من مختلف المناطق الإثيوبية.
والشيخ شافي، بجانب أنّه محاضر بالمعهد، هو أيضا رئيس المجلس الإسلامي بمنطقة جيما، وقال إن اللغة العربية دخلت إثيوبيا منذ وقت طويل وهي من بين اللغات الأولى التي انتشرت بين جميع اللغات العالمية الأخرى هناك، مضيفا: "نظرا لحاجة المجتمع الملحة إلى تعلُم هذه اللغة تم افتتاح واستقبال طلاب اللغة العربية من 7 أقاليم إثيوبية كبداية لتنتقل تدريجيا إلى كل مناطق البلاد، ويمنح المعهد شهادة دبلوم اللغة العربية".
وأرجع شافي اهتمام سكان منطقة جيما أباجفار، باللغة العربية والدين الإسلامي إلى الملك أباجفار الذي حكم المنطقة وكان يستخدم اللغة العربية في الإدارة والمعاملات الرسمية يكتب خطاباته الرسمية بها كما أن أهل المنطقة أيضا يحبون اللغة كونها لغة القرآن الكريم.
وأكد شافي أن أغلب شيوخ المنطقة يجيدون اللغة العربية، إلا أنهم لا يتحدثون بها لعدم استخدامها في المجتمع، موضحًا أنَ المعهد لأخرج أعداد كبيرة من الطلاب ومنهم من أصبح يعلم في مدينته وقريته ومنهم من نظم حلقات التعليم وتحفيظ القرآن ببعض المساجد المنتشرة في البلاد بجانب آخرين يعملون قضاة في المحكمة الشرعية.
وأضاف: "لأول مرة تمكن المعهد من الحصول لـ10 من طلابه على منحة دراسية بالمملكة العربية السعودية"، مشيرا إلى أن خريجيه مؤهلون ولم يواجهوا أي صعوبات في قبولهم بالجامعات السعودية والدول العربية الأخرى.
ولفت إلى أن إدارة المعهد وضعت قوانين إدارية صارمة على الطلاب لإجادة اللغة، بإجبارهم على التحدث بها ومنع اللغات المحلية بجانب البرامج الثقافية والمخاطبات.
في السياق، عبّر عدد من طلاب المعهد لـ"العين الإخبارية"، عن بالغ سعادتهم بالدراسة في المعهد، ويرون أنّها فرصة لم يحظ بها الكثيرون من أبناء جيلهم.
ويستقبل المعهد الذي انطلق في العام 2011 سنويا 36 دارسا لتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وخرج حتى الآن خمس دفعات فيما يتأهب لتخريج دفعة سادسة، ويعمل المعهد كمؤسسة داخل المركز الإسلامي الذي يشتمل على مدرسة ابتدائية ورياض أطفال على ذات النهج ومسجد كبير.
واعتبر محمد صالح خضر أستاذ بالمعهد، أن مسجد الرحمة الملحق بالمعهد، أكبر مجمع في المدينة ومرجع لمسلمي مدينة جيما وملتقى لعلماء الدين الإسلامي وطلاب العلم والدعاة.
وأوضح صالح لـ"العين الإخبارية"، أن هذا المركز الإسلامي بمدينة جيما يشتمل على روضة الأطفال، تدرس الدين الإسلامي واللغة العربية والآداب الإسلامية وأحكامها ومنها إلى المدرسة الابتدائية.
وأشار إلى أن شهر رمضان في جيما يعد من أكبر المواسم الدينية بالمنطقة حيث يشهد المركز نشاطا وحركة أكبر خاصة المسجد، وأضاف أن الأئمة تزداد أنشطتهم الدعوية في شهر رمضان المبارك وتنظم البرامج الدعوية بصورة مكثفة.
وأضاف صالح، أن مدينة جيما تضج بأصوات القراء في صلاة التراويح حيث يقرأ القرآن في جميع المساجد بالمنطقة وعلى رأس هذه المساجد مجمع الرحمة الذي يشهد إفطارات جماعية.