كاتب بريطاني: فوز آبي أحمد بنوبل للسلام "شعاع نور" في عالم مظلم
في الأيام المائة الأولى التي أمضاها آبي أحمد في منصبه رفع حالة الطوارئ وأفرغ غرف التعذيب وأطلق سراح المنشقين وأنهى الرقابة الإعلامية.
أشاد الكاتب البريطاني أيان بيريل بقرار منح جائزة نوبل للسلام لعام 2019 إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، معتبرا أن إنجازاته ترسل "شعاع نور في هذا العالم المظلم".
وقال بيريل في مقاله نشرته صحيفة "آي" البريطانية بعنوان "رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يستحق الفوز بجائزة نوبل"، إن آبي أحمد، سياسي لديه كاريزما ويتمتع بشجاعة نادرة؛ لأنه يخفف من قيود استبداد طويل الأمد.
وأشار إلى أنه ربما يكون غير معروف جيدا في الغرب، على الرغم من ضخامة الإنجازات التي ترسل شعاع نور من أجل الديمقراطية في هذا العالم المظلم.
وأضاف أنه من المنتظر ظهور بعض الصعوبات في المستقبل؛ لأن هذا الضابط السابق بالجيش يشجع الحريات الناشئة على التحليق، وكان تأثيره سريعًا لدرجة أنه بعد 3 أشهر فقط من توليه السلطة، اقترحت أنه استحق هذه الجائزة.
وأوضح أن الجائزة مُنحت بصفة رئيسية لمبادرة آبي الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع إريتريا المجاورة، حيث كانت الدولتان عالقتين في واحدة من أكثر النزاعات الحدودية عديمة الجدوى على الكوكب لمدة عقدين بعد حرب التي أدت إلى خسائر فادحة.
ومضى بالقول إنه في غضون أسابيع من توليه منصب رئيس الوزراء، توسط من أجل تحقيق السلام مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وسط عبارات لطيفة حول بناء "جسر للمحبة" مع استعادة الروابط الدبلوماسية، وإعادة فتح خطوط الهاتف، واستئناف الرحلات الجوية، ما سمح للعائلات المقسمة باللقاء والعناق والتحدث مرة أخرى.
ولفت إلى أنه من نواح كثيرة، كانت الإصلاحات المحلية التي أطلقها هذا الزعيم النشيط لثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، أكثر بروزا.
وعدد الكاتب إنجازات آبي في الأيام المائة الأولى لتوليه منصبه، حيث رفع حالة الطوارئ، وأفرغ غرف التعذيب، وأطلق سراح المنشقين، وأنهى الرقابة الإعلامية، وأضفى الشرعية على جماعات المعارضة المحظورة، ثم فصل المسؤولين الفاسدين، وأدخل إصلاحات في السوق، وعزز تأثير النساء الذي يرمز إليه انتخاب أول رئيسة لإثيوبيا.
ونوه بأن الطريق إلى الديمقراطية في إثيوبيا لا يزال محفوفا بالمشكلات، في ظل بعض التوترات والصراعات الداخلية، لكن هذا لا ينفي الإعجاب بأصغر زعيم أفريقي يبشر بالمصالحة والإصلاح، ويقدم نموذجا مختلفا عن زعماء تقليديين يتشبثون بالسلطة بأساليب وحشية في عدد من بلدان القارة.
وارتأى أن "أهمية منحه (آبي) جائزة نوبل تكمن في إدراك التقدم المحرز في إثيوبيا، كما أنها تشجع قادة البلاد على عدم الانزلاق مرة أخرى نحو نظام حكم الفرد القديم".
واعتبر أن آبي هو واحد من أكثر السياسيين روعة على وجه الأرض، وهو يتحدى بلده -وبشكل ضمني يتحدى آخرين في قارته- من أجل التحديث.
واختتم بالقول: إنه يتحدانا جميعًا في تبني منظور أكثر تقدمًا بشأن أفريقيا، وهذا هو السبب في أن جائزة بهذا الشرف تستحق أشد التقدير.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز