المستوطنون الإسرائيليون.. تباكٍ أمريكي يُغضب الفلسطينيين
صائب عريقات قال لـ"العين الإخبارية" إن الموقف الأمريكي يشجع مخططات إسرائيل على خلق دولة بنظامين في الضفة الغربية.
بحلول الأول من يناير/كانون ثاني من العام الحالي، بلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، 435 ألفاً و159 شخصا، من دون احتساب أكثر من 220 ألفا في القدس الشرقية.
ويقول يعقوف كاتس، قائد المستوطنين في الضفة الغربية، إن الأرقام الجديدة تظهر ارتفاعا بنسبة 3.3% عن ما كان عليه الأمر مطلع العام 2017 حينما بلغ عددهم 420 ألفا.
- إسرائيل تبدأ ضم المستوطنات بالضفة عبر مؤسسات التعليم
- إسرائيل تتجه لقرصنة أموال الأسرى والشهداء الفلسطينيين
وطبقا لكاتس فإن نسبة النمو السكاني في المستوطنات تزيد عن الضعف عما هي عليه في إسرائيل، مرجحا زيادة أكبر في أعداد المستوطنين والمستوطنات في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبالتزامن مع هذه التصريحات قال السفير الأمريكي لدى تل أبيب، دافيد فريدمان، في جلسة مغلقة مع رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، انعقدت الإثنين، في القدس، إن" إخلاء المستوطنين قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في إسرائيل".
ونقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن فريدمان قوله في الاجتماع المغلق إن" المستوطنين لن يذهبوا إلى أي مكان، وأي إخلاء واسع لهم سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية في إسرائيل، هذا هو رأيي".
وذهب فريدمان إلى حد تحريض الجيش الإسرائيلي على عدم تنفيذ أوامر الإخلاء في حال صدورها، وقال إن "الجيش الإسرائيلي بات يقاد، أكثر فأكثر، من قبل الصهيونية الدينية وهم ملتزمون بهذه الأرض باعتبارها الأرض التي منحهم الله إياها".
وأشار فريدمان في كلمته إلى ما عدَه "ضرورة" سيطرة إسرائيل أمنيا على غور الأردن، في أي اتفاق سلام مستقبلي، وإلا فإن الضفة الغربية ستتحول إلى غزة أخرى"، على حد تعبيره.
تصريحات السفير الأمريكي لدى تل ابيب، أغضبت الفلسطينيين حيث قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير : "هذا هو مخطط الحكومة الإسرائيلية وهو تدمير خيار حل الدولتين، ولذلك فإنه خلافا لما تدعيه هذه الحكومة عن رغبتها بالسلام فإنها تحاول تقويض عملية السلام بواسطة الاستيطان غير الشرعي".
ورأى عريقات في حديثه للعين الإخبارية، أن تصريحات ومواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشجع المستوطنين على التمادي في التوسع بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وخلق دولة بنظامين في الضفة الغربية.
ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن إسرائيل أنشأت منذ العام 1967 حوالي 150 مستوطنة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، علاوة على نحو 100 بؤرة استيطانية أُقيمت بدون تصريح رسمي.
وأضاف أن المستوطنات تعد غير قانونية بموجب القانون الدولي إذ إنها تخالف المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة المحتلة نقل سكانها إلى الأراضي التي تحتلها.
ولفت إلى أن مصادرة الأراضي من أجل بناء المستوطنات وتوسيعها المستقبلي أدت إلى "انكماش الحيّز المتاح للفلسطينيين من أجل تطوير مساكن ملائمة، وبنى تحتية وخدمات أساسية، والحفاظ على مصادر كسب رزقهم"، مبينا أن هذه الإجراءات، إلى جانب تدابير أخرى، أسهمت في "تهجير العائلات والمجتمعات بالقوة".