أطماع استعمارية في المتوسط.. أوروبا تحجم أعمال أردوغان من كل اتجاه
يقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في وجه الاحتلال الذي تمارسه تركيا في قطاع الطاقة
في وقت تعيث تركيا الفوضى والتدخلات غير المحسوبة في المياه الإقليمية من قبرص إلى اليونان، حتى ليبيا، بهدف التنقيب عن مصادر الطاقة تمهيدا للسطو عليها، يقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في وجه هذا الشكل الجديد من الاحتلال.
ومنذ 2019، ارتفعت حدة التدخلات التركية من خلال تجاوز حدودها الدولية، لتطال حدود قبرص واليونان وليبيا وحدودا أخرى ما تزال موضع مناقشات الدول الحدودية، من خلال نشر سفن للتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية.
- رحلة الدولارات المجمدة من ليبيا إلى إسطنبول.. وصمة عار لأردوغان
- خبراء: أردوغان يسطو على المركزي الليبي لوقف نزيف الليرة
وتنتشر سفن التنقيب التركية بحماية عسكرية في المياه الإقليمية للدول المجاورة لها، مثل سفينتي الفاتح والقانوني ويافوز في البحر المتوسط منذ الشهر الماضي، ما دفع بلدان الاتحاد الأوروبي لدعوة أنقرة التوقف عن استفزازاتها.
وزادت حدة التوتر في الأسابيع الأخيرة بين تركيا واليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي، بشأن حقوق التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط.
ونهاية الشهر الماضي، تعرضت تركيا لانتقاد جديد من الاتحاد الأوروبي بعد إعلانها تمديد أعمال التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة سواحل قبرص حتى منتصف سبتمبر/أيلول الجاري.
لغة العقوبات
وتحتج اليونان على أعمال التنقيب التركية في المنطقة، وتصفها بأنها غير مشروعة، بدعوى أنها "تجري في مياهها الإقليمية"، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن "لغة العقوبات والتهديدات" لن تردع أنقرة.
وتشير بيانات هيئة الإحصاءات التركية في 2019 إلى أن عجز الطاقة في تركيا بلغ أكثر من 41 مليار دولار، وهو رقم ترى أنقرة أنه يمكن توفيره حال السيطرة بشكل غير مباشر على صناعة النفط الحالية والمتوقعة لليبيا.
في يوليو/تموز الماضي، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن العلاقات المتوترة مع تركيا يمكن أن تتحسن، إذا أوقفت أنقرة الاستفزازات، في إشارة إلى التنقيب التركي عن الغاز في شرق المتوسط، الذي يعده الاتحاد الأوروبي غير شرعي.
وتطالب بعض الأوساط الأوروبية بمعاقبة تركيا، بسبب بعض أو كل هذه الخلافات.
فرنسا على الخط
والأسبوع الماضي، استنكرت فرنسا الأحد "التصعيد" الذي تمارسه تركيا في شرق البحر المتوسط وطالبت بوقفه. واعتبرت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي أن التوترات الحالية حول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط مرتبطة بـ"سلوك تركيا الذي يعد تصعيدا".
واعتبرت بارلي أن "تركيا تعترض على وجود مناطق اقتصادية حصرية، وتشكك في سيادة دولتين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هما اليونان وقبرص، وربما تعرض للخطر حقا أساسيا هو حرية الملاحة".
وفي 17 أغسطس/آب الماضي، أعلن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية دعم الولايات المتحدة لقبرص، مؤكدا أنها لن تتردد في التعاون معها في عمليات التنقيب عن الغاز شرق المتوسط.
وسيؤثر موقف أمريكا على أنقرة بشكل سلبي، خاصة بعد أن استأنفت عمليات التنقيب داخل المناطق المتنازع عليها شرق المتوسط، للرد على الاتفاقية البحرية التي وقعتها مصر مع اليونان مؤخرا، وتسبب تصرفه في إثارة غضب الدول المعنية وعلى رأسها فرنسا التي عززت وجدودها العسكري في المنطقة.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز