الذخائر العنقودية.. ملاذ أوروبا «غير الإنساني» لتعويض المظلة الأمريكية

في ظل توتر العلاقات عبر الأطلسي، قد تحتاج أوروبا إلى ترسانة من القنابل العنقودية سيئة السمعة لردع روسيا، وفقا لمركز أبحاث بريطاني.
الذخائر العنقودية التي تعد واحدة من أبشع الأسلحة لما تسببه من خسائر بشرية هائلة حظرتها أكثر من 100 دولة بينها معظم دول أوروبا.
لكن مركز أبحاث بريطاني اعتبر أنه إذا كانت أوروبا جادة في الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا فستحتاج إلى إعادة استخدام الذخائر العنقودية، وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وتفتقر أوروبا إلى القوات البرية اللازمة لوقف أي هجوم روسي محتمل واسع النطاق، لذا فإن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيحتاج إلى تعويض ذلك النقص عن طريق القوة الجوية لقصف القوات الروسية وخطوط الإمداد، لكن الدفاعات الروسية المضادة للطائرات ستعوق العمليات الجوية الأوروبية، وفقا لـ"المعهد الملكي البريطاني".
وقال جاستن برونك وجاك واتلينغ في تقرير للمعهد البريطاني إن "القوات البرية للناتو تعتمد بشكل كبير على القوة الجوية في إطلاق النار"، لكن بدون مساعدة أمريكية كبيرة ستواجه القوات الجوية الأوروبية صعوبة في ردع أنظمة الدفاع الجوي الكثيفة والمتكاملة التي تحمي القوات الروسية.
ووفقا للتقرير فإن أنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثة تتمتع بمدى أكبر بكثير، وهي أكثر مرونة وفتكًا وقدرة على الحركة بشكل ملحوظ من أي أنظمة تواجهها قوات الناتو في الصراعات.
وأشار التقرير إلى أن "الجيوش الأوروبية التي تعاني من نقص في العدد والتجهيز ستضطر إلى القتال بدون دعم جوي أو إلى تدمير الدفاعات الجوية للعدو بنفسها".
ووفقا للتقرير، فإن أحد الحلول المطروحة هو "أن تعيد أوروبا استخدام الأسلحة العنقودية التي ثبتت فاعليتها باستمرار في مهام تدمير الدفاعات الجوية للعدو".
والذخيرة العنقودية يمكنها تدمير عدة مركبات ومكونات أخرى لبطارية الدفاع الجوي، كما أن مساحة تأثيرها الأوسع تعني أنها ستتغلب على الحرب الإلكترونية للعدو التي قد تجعلها أقل دقة.
ومع نقص المخزونات الأوروبية من قطع المدفعية وقذائف الهاوتزر، قد تكون الذخائر العنقودية شريان حياة، وفقا لتقرير المعهد الملكي.
وذكر أن "الولايات المتحدة وأوروبا قدمتا ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا وقد أثبتت قدرتها على الفتك بالقوات الروسية".
وستكون إعادة استخدام الذخائر العنقودية محفوفةً بالمخاطر السياسية في أوروبا ومع ذلك، انسحبت ليتوانيا بالفعل من معاهدة الذخائر العنقودية عام 2024.
وحسب التقرير "قد تضطر العديد من الدول الأوروبية إلى فعل الشيء نفسه إذا أرادت ضمان أمنها في ظل غياب التزام أمريكي كبير تجاه مسرح العمليات، وسيتم ذلك من خلال تخفيف المخاوف الأخلاقية عن طريق الحد من سياق استخدام هذه الذخائر، والاستثمار في خفض معدل الذخائر غير المنفجرة المنتجة حديثًا".