أوروبا تدخل معركة الرسوم على «استحياء».. قرار مرتقب وسط خلافات

كان من المقرر أن يوزع مسؤولو الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين قائمة بالمنتجات التي يعتزمون فرض رسوم جمركية انتقامية عليها، في خطوة رئيسية للرد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يُشعل حربًا تجارية عالمية.
ووفق نيويورك تايمز، من المتوقع أن يصوت ممثلون من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، البالغ عددها 27 دولة، على موجة الرسوم يوم الأربعاء، وسيتطلب الأمر تحالفًا قويًا لمنع تطبيقها، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 15 أبريل/نيسان.
وتضمنت النسخة الأولية من القائمة مجموعة واسعة من السلع مثل الويسكي والقوارب والملابس وفول الصويا، وأمضى المسؤولون عدة أسابيع في تدقيقها، على أمل تخفيف الأعباء على الشركات والمستهلكين الأوروبيين.
وفي حين لم تُنشر القائمة المُحدثة بعد، بدأت تفاصيلها بالظهور يوم الإثنين، وأشار مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إلى إمكانية استبعاد البوربون من النسخة النهائية.
وقال مفوض التجارة في الاتحاد إن قيمة السلع المدرجة في القائمة ستكون أقل من إجمالي 26 مليار يورو الأصلي، بعد أن تم تخفيضها خلال المحادثات مع الدول الأعضاء.
وستكون موجة الرسوم الجمركية أول خطوة ملموسة من الاتحاد الأوروبي ردًا على حزمة الإجراءات التجارية الشاملة التي أعلن عنها ترامب في الأسابيع الأخيرة.
وسترد هذه الإجراءات تحديدًا على رسوم الصلب والألومنيوم التي فُرضت في منتصف مارس/آذار.
ومن المتوقع اتخاذ المزيد، وقد أوضح مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنهم يستعدون أيضًا للرد على خطوات ترامب اللاحقة، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات ورسوم جمركية شاملة بنسبة 20% على سلع الاتحاد الأوروبي التي أعلن عنها الأسبوع الماضي.
لكن المسؤولين يتحركون ببطء وتروٍّ، متجنبين اتخاذ سلسلة إجراءات انتقامية شاملة، على أمل منح الولايات المتحدة وقتًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.
وأعلنت كل من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وماروس سيفكوفيتش، وزير التجارة في الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين، أن الاتحاد الأوروبي يعرض خفض الرسوم الجمركية على السيارات والسلع الصناعية إلى الصفر - وهي خطوة لافتة، حيث أن رسوم السيارات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي حاليًا مُحددة بنسبة 10%.
ولكن حتى مع ما يُقدمونه من مكاسب محتملة لإدارة ترامب، يُريد المسؤولون الأوروبيون أيضًا توضيح أنهم لن يقبلوا الإجراءات الأمريكية دون رد حاسم.
وقال سيفكوفيتش يوم الإثنين في لوكسمبورغ: "نحن على أتم الاستعداد للجلوس على طاولة المفاوضات متى ما كان شركاؤنا الأمريكيون مستعدين".
وأضاف أنه عقد ما وصفه باجتماع صريح استمر ساعتين مع نظرائه الأمريكيين أواخر الأسبوع الماضي.
وأضاف سيفكوفيتش، "بينما يظل الاتحاد الأوروبي منفتحًا على المفاوضات ويفضلها بشدة، فلن ننتظر إلى ما لا نهاية، نحن مستعدون لاستخدام كل أداة في ترسانتنا الدفاعية التجارية".
والمخاطر كبيرة مع تصاعد التوترات، ويُعتبر الاتحاد الأوروبي بلا شك أهم شريك تجاري لأمريكا.
والولايات المتحدة هي أكبر سوق تصدير للسلع الأوروبية بلا منازع، ويدرك المسؤولون الأوروبيون أن حربًا تجارية شاملة قد تكون مؤلمة على جانبي الأطلسي.