"الخان الأحمر" الفلسطيني يضع إسرائيل في مرمى الإدانة الدولية
الاحتلال كان قد هدم 9 منازل في تجمع أبو النوار، فيما تصدى الفلسطينيون بأجسادهم لمحاولة الجرافات الإسرائيلية هدم تجمع "الخان الأحمر".
أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس ، شروع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم تجمع "الخان الأحمر" البدوي الفلسطيني ، شرق مدينة القدس.
وفي خطوة لافتة وصل عدد من قناصل الاتحاد الأوروبي المعتمدين في القدس، اليوم، إلى التجمع للتعبير عن رفضهم للخطوات الإسرائيلية.
ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المتواجدة بكثافة في المكان، أبرزت مضيها قدما في تنفيذ مخطط الهدم الذي سيطال منازل 35 عائلة فلسطينية بإعلان حظر التجول في التجمع.
ويخشى الفلسطينيون والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أن تنفيذ مخطط الهدم يؤسس لإقامة المشروع الاستيطاني " أي واحد" الهادف لربط مستوطنة " معاليه أدوميم" بالقدس الغربية من خلال إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بما يعزل القدس من ناحيتها الشرقية ويقسم الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي.
ويقول الفلسطينيون والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إن تنفيذ هذا المخطط يعني عمليا انتهاء حل الدولتين القاضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وقال نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، إنه" يدين عمليات الهدم في أبو النوار والاستعدادات لهدم الخان الأحمر ".
مضيفا " على إسرائيل وقف مثل هذه الإجراءات وخططها لنقل تجمعات البدو في الضفة الغربة المحتلة، إن هذه الأعمال تتعارض مع القانون الدولي وتقوض حل الدولتين" .
وكانت سلطات الاحتلال هدمت أمس، 9 منازل في تجمع أبو النوار، فيما تصدى الفلسطينيون بأجسادهم لمحاولة الجرافات الإسرائيلية هدم تجمع الخان الأحمر.
واشتبك الفلسطينيون بالأيدي مع القوات الإسرائيلية التي جرحت 35 شخصا، بينهم وزير القدس عدنان الحسيني، واعتقلت 11 آخرين.
وفي هذا الصدد قال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي" قامت السلطات الإسرائيلية، أمس، بهدم منشآت في التجمع الفلسطيني أبو نوار ، وبدأت في التحضيرات لهدم التجمع الفلسطيني في الخان الأحمر و ترحيل السكان ضد إرادتهم".
وأوضح " تقع هذه التجمعات داخل أو بالقرب مما يعرف بجزء "E1" في المنطقة ج وهي بالتالي تعتبر عنصرا حاسما بالنسبة لتواصل الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأضاف في تصريح مكتوب وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، "تؤدي عمليات الهدم هذه، بالإضافة إلى خطط بناء مستوطنات جديدة للإسرائيليين في نفس المنطقة، إلى تزايد التهديدات التي تواجه قابلية حل الدولتين للحياة وتقوض المساعي لتحقيق السلام الدائم".
واستطرد "استناداً إلى موقف الاتحاد الأوروبي المعروف بالنسبة لسياسة إسرائيل الاستيطانية، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، و أية إجراءات متخذة في هذا السياق مثل عمليات الترحيل القسري والإخلاء والهدم ومصادرة المنازل ، فإن الاتحاد الأوروبي يتوقع من السلطات الإسرائيلية العدول عن هذه القرارات والاحترام الكامل لالتزاماتها كقوة احتلال وذلك وفق القانون الإنساني الدولي".
وفيي سياق متصل، التقى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم، بوفد عالي المستوى من الاتحاد الأوروبي .
وقال مكتبه في تصريح مكتوب أرسله لـ"العين الإخبارية" "أطلع عريقات وفد الاتحاد الأوروبي على آخر المستجدات السياسية كما وضعه في صورة الممارسات الإسرائيلية المخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني بحق أبناء شعبنا، وخاصة عمليات التطهير العرقي للبدو فى منطقة الخان الأحمر وقرار اقتطاع الأموال من المقاصة الفلسطينية كعقاب للشعب الفلسطيني لإصراره على دفع مخصصات لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى ".
وطالب عريقات، الاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير فاعلة من أجل وضع حد للاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جميع انتهاكاته، ورفع الحصانة السياسية والقانونية عنه، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مشددا على أن "تقاعس الاتحاد الأوروبي عن ترجمة مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية إلى أفعال يشجع اسرائيل على الاستمرار بالتصرف كدولة فوق القانون".