اليسار الأوروبي يكسر احتكار داعش لفزع "العائدين من سوريا"
اليسار الأوروبي كسر احتكار داعش لفزع القارة العجوز من عناصر إرهابية تمرست على القتال في سوريا والعراق وعادت لنشر الرعب في عواصمها
في تطور لافت على الساحة الأوروبية، كسرت قيادات يسارية راديكالية احتكار داعش لفزع القارة العجوز من عناصر إرهابية تمرست على القتال في الساحات السورية والعراقية وعادت لنشر الرعب في عواصمها، فيما بات يعرف بملف "العائدين من سوريا والعراق"، وذلك بعدما تلقى يساريون متطرفون تدريبات عسكرية خلال مشاركتهم في الحرب السورية إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا والعراق.
- خبراء بالبرلمان البريطاني: قطر تدعم الإرهاب ومواجهتها ضرورة
- 3 سيناريوهات لفلول "داعش" بعد تحرير الموصل
وحذر المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية كافة مكاتبه في تلك البلد من مخاطر الإرهاب التي يشكلها اليساريون المتطرفون العائدون من سوريا، بحسب موقع دويتشه فيله، وسط تنامي القلق من ميول يسارية للعنف تمثلت في أحداث الشغب التي شهدتها مدينة هامبروج خلال قمة العشرين، احتجاجا على انعقادها.
وذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية السبت الماضي، استنادا إلى تقرير سري موجه لمكاتب الشرطة الجنائية في الولايات، أن سلطات الأمن رصدت 38 ألمانيا من الجنسين يشتبه في تلقيهم تدريبات عسكرية في سوريا.
وشهدت أوروبا خلال السنوات الماضية سلسلة من العمليات الإرهابية على يد عناصر شارك عدد منهم في القتال في سوريا والعراق في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، أو جرى تجنيدهم عبر الإنترنت، ما أثار الرعب في أوروبا ودفع سلطاتها الأمنية لوضع هؤلاء العناصر تحت مجهر المراقبة الأمنية.
وبحسب موقع دويتشه فيله، يشير التقرير الأمني إلى أن بعض كوادر اليسار اكتسبوا خبرات قتالية خلال مشاركتهم في قتال داعش ضمن صفوف وحدات حماية الشعب الكردية، لافتا إلى أن عددا من هؤلاء كانت تصنفهم السلطات قبل سفرهم على أن لديهم ميولا للعنف.
وأضافت مجلة "فوكوس" أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية يصنف أربعة أفراد منهم على أنهم شخصيات قيادية، أو داعمون نافذون في الأوساط اليسارية بألمانيا. وحذر التقرير من أنه ليس من المستبعد تزايد النشاط المتطرف لهؤلاء عقب عودتهم إلى ألمانيا على ضوء الخبرات التي مروا بها في ميادين القتال.
وترافقت المخاوف من ظهور يسار أوروبي مسلح مع تحذيرات أطلقتها هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) بعد أن كشفت المواجهات الدامية مع المحتجين المناوئين لقمة العشرين ما عدّته الهيئة "تناميا في ميول العنف لدى العناصر اليسارية المتطرفة".
وكانت مدينة هامبورج قد استضافت الشهر الجاري أعمال قمة مجموعة العشرين وسط أعمال شغب خلفت عشرات المصابين غالبيتهم بين عناصر الشرطة، كما شهدت إحراق حافلات وسيارات شرطية.
وقال رئيس الهيئة هانز-غيورغ ماسن، في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابوركر تسايتونغ" الألمانية الصادرة السبت أيضا أن لدى "ألمانيا أوساطا يسارية متطرفة بشدة، تضم نحو 28 ألف شخص، من بينهم 8500 متطرف لديهم استعداد للعنف، وعددهم في تزايد".
وأضاف ماسن، بحسب دويشه فيله أن المتطرفين اليساريين صاروا أكثر استعدادا للجوء إلى العنف في مواجهة خصومهم السياسيين والشرطة، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن هذا التنامي في الاستعداد للعنف ملحوظ لدى المتطرفين في كافة التيارات.