دبلوماسية أوروبية متعثرة على خط أزمة "إرهاب قطر"
الدبلوماسية الغربية تلقي بثقلها خلف الوساطة الكويتية
ألقت الدبلوماسية الغربية خلال الأسبوعين الماضيين بثقلها خلف الوساطة الكويتية لحل ما بات يعرف بـ"أزمة قطر"، وهي مقاربة يرى طيف واسع من المراقبين أنها تستند لـ"مدخل خاطئ"، وهو ما سعى مسؤولو الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لوضعه في بؤرة الضوء، فالتحدي الراهن مرتبط بـ"الإرهاب"، والأزمة مرهونة بتوقف دعم الدوحة للتنظيمات الإرهابية.
وشهدت الأيام العشرة الماضية نشاطا دبلوماسيا غربيا، بدأه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في 7 يوليو/ تموز عبر جولة خليجية، أعقبتها جولة مماثلة لوزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون، فيما لا يزال نظيرهما الفرنسي جان إيف لودريان يقوم بجولته التي بدأها السبت.
وقطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب؛ السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر الشهر الماضي، في مسعى لتصحيح مسار سياسات الدوحة الداعمة والممولة لتنظيمات إرهابية نشرت الفوضى في المنطقة والعالم خلال السنوات الماضية.
جديد فرنسا كقديم بريطانيا
ويغادر وزير الخارجية الفرنسي العاصمة السعودية الرياض من دون أن يظفر بأفق للحل على ما يبدو، كما غادرها من قبله نظيراه البريطاني والأمريكي، لكنه بخلافهما سيحمل ملفا يوثق "دعم قطر للإرهاب والتجاوزات التي ارتكبتها"، كما وعد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ويبدو تحميل الوزير الفرنسي ملف انتهاكات قطر إشارة واضحة على عزم عربي على صيانة الأمن القومي من مخاطر الإرهاب، ورسالة إلى الدبلوماسية الغربية النشطة مفادها أن مكافحة الإرهاب إرادة سياسية لا تدخل تحت سقف التفاوض، بحسب مراقبين.
ورفضت قطر قائمة مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب رسميا بعد مهلة 10 أيام جرى تمديدها 48 ساعة، قبل أن يتكشف لاحقا أن تلك المطالب الـ13 هي عناصر اتفاق الرياض الذي وقّعته قطر ودول مجلس التعاون الخليجي في 2013، والاتفاق التكميلي في 2014، والذين لم تلتزم الدوحة بأي من بنودهما.
وكانت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قد أكدت مرارا أن المطالب المبررة التي قدمتها جاءت نتيجة ممارسات الحكومة القطرية العدائية، ونكثها المتواصل لعهودها.
وشددت على أن المطالب الـ13 تهدف إلى محاربة الإرهاب ومنع احتضانه وتمويله ومكافحة التطرف بجميع صوره، تحقيقا للسلم العالمي وحفاظا على الأمن العربي والدولي.
وتتفق المطالب العربية إلى حد بعيد مع ما أكده الوزير الفرنسي في الرياض حيث قال إن السعودية بينت قدراتها القيادية في مكافحة الإرهاب، مشيدا بدورها في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة، ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان قد حمل تلك التأكيدات إلى أمراء الدوحة أيضا.
تعاطي أمريكي جاد مع الملف
وبخلاف نظيريه الأوروبيين حقق وزير الخارجية الأمريكي ما عدّه مراقبون تقدما ملموسا في التناول الإيجابي للأزمة عبر مدخلها الصحيح، فخلال زيارته وقّع الوزير تيلرسون مذكرة تفاهم بين واشنطن والدوحة لمكافحة الإرهاب.
وأعلنت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والمقاطعة لقطر، تأييدها لمذكرة تيلرسون، ورغم أنها اعتبرتها "خطوة غير كافية وسنراقبها"، خاصة أن قطر "دأبت على نقض كل الاتفاقيات والالتزامات"، بدا الاجتماعي الرباعي الذي عقده وزراء خارجيتها مع تيلرسون إشارة على انفتاح تلك الدول على حل يستند لإجراءات جادة.
وميز المراقبون بين جولات المسؤولين الغربيين استنادا للمواقف المعلنة، فقد بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاسما في تناوله لملف دعم قطر للإرهاب، واعتبر مقاطعة الدوحة خطوة على طريق تنفيذ مقررات قمة الرياض، مشيرا في أكثر من مناسبة إلى أن تاريخ قطر يؤكد أنها قدمت دعما سخيا للتنظيمات الإرهابية.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg
جزيرة ام اند امز