محاولة البرلمان الأوروبي البائسة للتشويش على نجاحات دولة الإمارات داخلياً وخارجياً لا تتعدى كونها فقاعة عابرة في فضاء واسع.
وقفة متأنية أمام سجل الإمارات الحافل بالتميز في الفتوحات العلمية والتقنية والحضارية بشتى صنوفها على مدار خمسين عاما من عمر الدولة، تكشف ببساطة أن محور كل ما سطّره سجلها الحافل من إنجازات وتفرّد كان الإنسان كجوهر وكقيمة أخلاقية وطاقة إبداعية متجددة ومتطورة.
لذلك جاء البناء على خصائصه هذه انطلاقاً من القيم الإنسانية المتجذرة في وعي قيادة الإمارات، بدءًا من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصولاً إلى قيادتها الحالية التي تقوم على رعايتها ورعاية شؤونها وشؤون مواطنيها، وتعمل على تعميم قيم التسامح والعدالة والمروءة الإنسانية في جهات الأرض، حيث تتحدث الوقائع والبصمات الإماراتية بطابعها الإنساني عن نفسها دون الحاجة إلى شهادة من لجنة في مجلس هنا أو ثلّة حاقدة وحاسدة هناك.
كيف يكون لدولة ما قدرة وإمكانية الإسهام في أي مشروع حضاري يصب في مصلحة الإنسانية عامة دون أن ينبع من الإنسان ذاته؟
يعكس استهداف نشاط دولة الإمارات وسعيها الدؤوب لتشكيل أرضية تفاهم وحوار على أرضها بين مختلف الثقافات والأديان والاختصاصات ضمن معرض عالمي يعرض ثقافة الدول المشاركة وإنجازاتها، نزعة شخصانية محدودة الأفق، ولا تخلو من غيض إذا ما نظرنا إلى الآمال المعقودة على معرض "إكسبو 2020" باجتذاب نحو 25 مليون زائر، وبأن يتحول إلى أكبر مركز للفعاليات التجارية والاقتصادية والثقافية في العالم منذ تفجر جائحة كورونا.
لقد تابع العالم أجمع عمليات الإغاثة، التي قامت بها الإمارات إبان الجائحة، ولا تزال تعمل في هذا الإطار بدوافع إنسانية صرفة، بعيداً عن أي تقييمات أو حسابات سياسية أو غيرها، فشكلت جسراً إغاثياً بين قارات العالم لتلبية احتياجات الإنسان، أوروبياً كان أم أفريقياً أم آسيويا، وهو يواجه خطر الوباء الفتاك، حتى إنها تجاوزت حجم حملات الاتحاد الأوروبي وجهوده الإغاثية، باعتراف الأوروبيين أنفسهم، ولعل الاحتضان والرعاية الإماراتية للاجئين الأفغان في محنتهم الأخيرة خير دليل على النزعة الإنسانية لدولة الإمارات وقيادتها وإنسانها.
بمنظار المتابع والمراقب من الخارج إلى واقع وراهن الإنسان الإماراتي، والآفاق المفتوحة أمامه لطرق أبواب المستقبل برعاية مباشرة من قيادته وقوانين دولته، تتجلى جميع المعطيات بوضوح، فالإنسان الإماراتي اليوم معيارٌ للتقدم والازدهار والاستقرار، والإنسان الإماراتي اليوم مقياسٌ لمدى نجاح الدولة في البحث العلمي والتكنولوجي والقدرة على الوصول إلى الفضاء، إلى المريخ، والإنسان الإماراتي اليوم عنوانٌ لا يخطئه الباحثون عن المروءة والنخوة في أبهى صورها وأكرمها، فأي حقوق إنسان تلك التي يتشدق بها غريبٌ عن قيم وقوانين ونواميس شعوب مؤمنة ومتمسكة بمثلها وقيمها وتاريخها الحضاري، الذي أرخى بظلاله ذات يوم على المعمورة بأكملها؟! شعوب مصممة على الدفاع عن هويتها وخصوصيتها ومكوناتها الأخلاقية والقانونية والإنسانية، التي ضمنها دستور يكفل الحريات الشخصية للجميع، مستندا إلى تشريعات تكرس مبادئ العدالة والتسامح.
لا يخفى على ذي بصيرة أن "معزوفة حقوق الإنسان" ما هي إلا مطية يعتليها البعض بدوافع انتهازية، وفي أحيان كثيرة يتم توظيفها لابتزاز دولة بعينها أو جماعة محددة، وغالباً ما تقع تلك التوجهات في تناقضات مع ذاتها، وفي حالة البرلمان الأوروبي يجدر توجيه السؤال إلى المعنيين به: ماذا تسمّون سياسة "الاندماج"، التي تفرضونها على المهاجرين واللاجئين، الذين يفدون إلى بلادكم لأسباب مختلفة؟ وهل يمتُّ تجريد الإنسان الوافد من ركائز ثقافته وقيمه الاجتماعية والحضارية مقابل السماح له بالعمل والعيش بين ظهرانيكم لحقوق الإنسان بصلة؟
أولى وأبسط قواعد سياسة الاندماج، التي يفرضها الأوروبيون على الوافدين، هي التماهي مع ضوابط ومعايير مجتمعاتهم الجديدة، دون تقدير أو احترام لخصوصية هوية الوافد، التي نشأ ضمن أطرها وتربى على هديها.
لسنا هنا بصدد نكْء الجراح في مجتمعات الغرب، رغم معرفتنا بكثير من السلوكيات ذات الطابع العنصري ضد بعض الجنسيات من أقوام وبلاد أخرى، لكن لا بد من الإشارة إلى وجود قوى وأحزاب متطرفة تعمل على ساحات عدد من دول الاتحاد الأوروبي تجهر بعنصريتها وعدائها لأعراق وألوان من البشر تحت سمع وحماية النظم والدساتير الأوروبية!
أوليس هذا السلوك مناقضا لجوهر الإنسان؟ ألا يفترض مكافحته احتراما لحقوق الإنسان؟
نجاحات دولة الإمارات العربية المتحدة أنصع من أن تتأثر بتشويش من قبل أي طرف، النجاحات المستمرة هي الموقف الأكثر بلاغة في التعبير عن الترفع، والاهتمام بصعود درجات سلم المجد استنادا إلى الإنسان الإماراتي العامل والفاعل والمتجدد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة