ظاهرة مثيرة في خضم فعاليات كأس أوروبا لكرة القدم، المقامة حالياً؛ حيث اختلطت السياسة بالرياضة بالأخلاق.
أتى ذلك على خلفية موقف دولة المجر الرافض لشرعنة وتطبيع المثلية الجنسية في البلاد، وحظر الإعلانات المروجة للمثلية، خاصة لدى صغار السن.
رئيس بلدية ميونيخ، ديتر رايتر، كان قد تقدّم بطلب إضاءة ملعب المباراة، ملعب أليانز أرينا، حيث تجري مباراة ألمانيا والمجر، بألوان قوس قزح “شعار المثليين في العالم”احتجاجاً على قانون المجر المناهض للمثلية.
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”رفض هذا الطلب، قبل مباراة ألمانيا مع المجر. وقال إن ذلك يأتي لعدم خلط السياسة بالرياضة، وإنَّه، أي الاتحاد، رغم ذلك مع حقوق المثليين وغيرهم ويدعمهم، ويقترح موعداً جديداً لإشهار ألوان علم المثليين.
الظاهرة التي أربكت دعاة المثلية، ومن خلفهم من اليسار الجديد، وأصحاب القضية الواحدة “أي جماعات البيئة، والنسوية، وحياة السود مهمة... إلخ”حدثت خلال المباراة الافتتاحية ضد البرتغال على أرض ملعب بوشكاش أرينا، في العاصمة المجرية بودابست، حين رفع المشجعون لافتات معادية للمثليين، كما سار مشجعون آخرون، قبل مباراة فرنسا، على أرض الملعب حاملين لافتة تطلب من اللاعبين التوقف عن الجثو على ركبهم للاحتجاج على العنصرية، التي فرضت بعد اندلاع “حركة حياة السود مهمة” الآتية من أمريكا.
هذه المواقف تعني ظهور الصوت المعارض للهيمنة الإعلامية والقانونية والسياسية والفنية “أفلام، أغاني، مسلسلات... إلخ”التي تريد تطبيع وتجذير المثلية الجنسية ومفاهيم النسويات المتطرفات و”هلاوس” غلاة حماية البيئة والحيوانات “وهذا الأمر، أعني تسييس موضوع البيئة، له بحث آخر.
نقتصر على موضوعي المثلية الجنسية والتطرف في قضية السود، وشيطنة أجهزة الدولة “الشرطة والقضاء”واستباحتها.
هل رفض المثلية الجنسية واختلاط هويات الفرد، امرأة أو رجل أو هوية جديدة، أمر غير قانوني ومجرّم؟
بمعنى؛ هل سيكون من ضمن معايير الشرعية الدولية إقرار ودعم المثلية الجنسية، وإلا اعتبرت دولة مارقة؟
هل اعتقاد أفكار اليسار المتطرف ونشطاء الحركات السوداء، في قراءة تاريخ السود، ودورهم القيادي، وشيطنة كل من هو ليس بأسود، إلا إذا شعر بالذنب تجاه السود، من معايير الشرعية الدولية؟
هناك دول ومجتمعات، على امتداد الأرض، بل هم غالبية البشر، يرفضون جعل هذه الجماعات والأفكار ميزاناً للحقيقة والحق، ليس فقط من المسلمين أو المتدينين من شتى الديانات، بل تيارات ومنظمات ومجتمعات علمانية.
المراد قوله؛ لا يقبل إنسان سويّ بالعنصرية وجماعات الكراهية، ويسري ذلك على المظالم التي يتعرض لها أو تعرض لها السود من قبل، كما أن نخبة من العقلاء يرون أنَّ التدخل في السلوك الشخصي، والميول الجنسية، ضرب من الحمق، لكن نحن نتحدث عن حمق آخر هو الإصرار على فرض ذوق قلة من الناس على كل الناس.
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة