"مروض الأعداء".. رحيل الدبلوماسي الأمريكي بيل ريتشاردسون
يصفه البعض بـ"مروض الأعداء" فلم يترك أحدا من ألد أعداء أمريكا إلا وفاوضه، هو الدبلوماسي الأمريكي المتخصص في شؤون الإفراج عن المعتقلين وسفير واشنطن الأسبق إلى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون الذي وافته المنية اليوم عن 75 عاما.
وأعلن نائب رئيس مؤسسته ميكي برغمان، في بيان، اليوم السبت، أن "ريتشاردسون توفي بسلام أثناء نومه الليلة الماضية".
- رحيل الأميرة ديانا.. ذكرى مُرّة بنكهة الصلح
- رحيل "ملك العودة".. إيطاليا تودع برلسكوني بجنازة رسمية (صور)
تاريخ حافل
ولد ويليام بلين ريتشاردسون في باسادينا، بكاليفورنيا في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، ونشأ في حي كويواكان في مكسيكو سيتي.
كان والده، ويليام بلين ريتشاردسون مديرًا تنفيذيًا لبنك أمريكي، وكان يعمل في المكسيك فيما يعرف الآن بسيتي بنك، وهو من أصول مكسيكية، فيما كانت والدته، ماريا لويزا لوبيز كولادا ماركيز سكرتيرة والده - وكانت مكسيكية الأصل.
حصل ريتشاردسون على درجة البكالوريوس من جامعة تافتس عام 1970، وتخصص في اللغة الفرنسية والعلوم السياسية، ثم حصل على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس في عام 1971.
بعد تخرجه من الجامعة، عمل ريتشاردسون مع عضو الكونغرس الجمهوري برادفورد مورس من ماساتشوستس، ثم أصبح فيما بعد أحد موظفي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كما عمل ريتشاردسون في علاقات الكونغرس لصالح وزارة خارجية هنري كيسنجر أثناء إدارة نيكسون.
وكان الراحل من أوائل ممثلي ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية الذين يتولون مناصب سياسية عالية، وترشح ريتشاردسون لنيل بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في عام 2008 ليصبح بذلك أول مرشح من أصول أمريكية لاتينية.
لكنه انسحب في نهاية المطاف لدعم باراك أوباما وكان يفترض أن ينضم بعد فوز الأخير إلى حكومته، إلا أن قضية تتعلق بتمويل الحملة أرغمته على التخلي عن منصب وزير التجارة في إدارته.
وتولى ريتشاردسون مهمات غير رسمية مع زعماء مناهضين للولايات المتحدة من صدام حسين في العراق إلى فيدل كاسترو في كوبا وكيم جونغ إيل في كوريا الشمالية وصولا إلى نيكولاس مادورو في فنزويلا.
بدايته كمفاوض
وبدأت حياة ريتشاردسون كمفاوض لتحرير الرهائن بالصدفة. في عام 1994، حيث صادف أنه كان في رحلة للكونغرس إلى كوريا الشمالية عندما أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الأمريكي بعد أن انحرفت عن مسارها في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وأسفر الحاجث عن وفاة أمريكي واحد وتم احتجاز الآخر في كوريا الشمالية.
وقال ريتشاردسون في وقت لاحق: "أتذكر أن وزير الخارجية وارن كريستوفر اتصل بي وقال لي: لا تغادر، من فضلك، حتى تخرج الطيارين"، وبقي لمدة 5 أيام في مفاوضات متوترة وتمكن في النهاية من استعادة رفات جندي وحرية الآخر.
وعلى مدى 40 عاما أجرى الموفد النشيط وساطات خاصة لدى ألد أعداء واشنطن، وساهم في تأمين إطلاق سراح السجناء والرهائن الأمريكيين في بنغلاديش وكوريا الشمالية والسودان وكولومبيا والعراق.
وفي هذا الإطار قال عنه نائب رئيس مؤسسته: "لم يتأخر يوما عن الحديث مع أي أحد إذا كان يحمل وعدا بإعادة شخص إلى الحرية. لقد فقد العالم نصيرا لأولئك المحتجزين ظلما في الخارج، ولقد فقدت أنا مرشدا وصديقا عزيزا".
والشهر الماضي، تم ترشيح ريتشاردسون لجائزة نوبل للسلام، تقديرا لعمله في مجال إنقاذ وتبادل السجناء الأمريكيين حول العالم، وكان آخرهم لاعبة كرة السلة بريتني غرينر التي احتجزت في روسيا بتهمة تهريب المخدرات.
وبسبب دوره في تحرير الرهائن وغيرهم من الأمريكيين المحتجزين ظلماً في دول أخرى، وتعامله مع المسؤولين عن هذا الاحتجاز لإبرام صفقات الإفراج، أطلق عليه الرئيس الأسبق بيل كلينتون لقب "وكيل الوزارة لشؤون البلطجية".
وكانت ندى شرقي، رئيسة الحملة غير الربحية "أحضروا عائلاتنا إلى المنزل"، واحدة من العديد من الأشخاص الذين طلبوا مشورة ريتشاردسون في الفترة الأخيرة، إذ أن شقيقها، عماد شرقي، وهو رجل أعمال أمريكي محتجز خارج البلاد منذ عام 2015.
وقالت شرقي: "بالنيابة عن عدد لا يحصى من العائلات التي ساعدها ريتشاردسون، أردت أن أعبر عن شعورنا العميق بالخسارة لوفاته. لقد كان ريتشاردسون مدافعاً شرساً عن حقوق الإنسان والجهود المبذولة لإعادة المحتجزين ظلما في الخارج إلى الوطن".
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز