"إكسبوجر 2018" يرصد الأمل في الحياة من بغداد إلى أفغانستان
"إكسبوجر ٢٠١٨" يقدم من خلال 3 معارض للتصوير الفوتوغرافي الوجه الآخر لحكايات النازحين واللاجئين من دول عدة.
انطلاقاً من حرصه على إبراز اللحظات الملهمة، يقدم المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2018" نحو 3 معارض لمصورين عالميين تبرز قوة الأمل بالحياة في عالم أعيته الحروب والصراعات، وتسلط الضوء على أهمية الالتفات إلى حياة الناس العادية وقدرتهم العجيبة على الصمود وسط أكثر الأحداث قسوة وعنفاً.
- 90 مصورا عالميا يعرضون 700 صورة في"إكسبوجر 2018" بإكسبو الشارقة
- كنوز الشارقة الثقافية والتاريخية تضيء "إكسبوجر 2017"
وتُبرز هذه المعارض الـ3 المقدمة ضمن أروقة المهرجان في مركز إكسبو الشارقة، كيف يمكن لعدسات المصورين أن تقدم نظرة مختلفة لمشاهد حياتية قد تبدو مألوفة، لكنها في الواقع تعكس إصرار الصغار والكبار على العيش وسط الدمار الذي أحدثته اضطرابات لا علاقة لهم بها، فيما اضطر البعض الآخر إلى "الوجود المؤقت" في خيم متناثرة على حدود أوطانهم، التي يتمنون العودة إليها من جديد قريباً.
العراق بين عدستين
اختار المصور الصحفي المحترف معن حبيب "عين على العراق"، عنواناً لمعرضه الذي يضم 20 صورة، وتقدم جميعها سرداً بصرياً لواقع الحياة اليومية البعيد عن العنف في بلده العراق الذي يعيش ظروفاً استثنائية حساسة منعته من الوصول إلى العديد من المناطق، لذلك سعى من خلال صوره إلى تناول حكايات العراقيين وتقديمها للعالم، وتشجيع الناس على استخدام إمكانياتهم لمساعدة الآخرين.
من بغداد، المدينة العتيقة التي تهوى الحياة، ينقل حبيب صور تشبث "البغداديين" بعاصمة بلدهم، إذ تبدو السيدة خضراء عبدالله البالغة 55 عاماً، التي فقدت بصرها في حرب عام 2003، متعلقة بالأمل رغم الظروف الصعبة التي مرت بها وسلبتها زوجها عام 2006، فيما يتطلع رجل مسن إلى السماء عند مزار الشيخ عبدالقادر الجيلاني وكأنه يدعو إلى عودة الاستقرار والسلام لمدينته التي أعيت أهلها أصوات الرصاص والقذائف.
ويصل معن حبيب بكاميرته إلى الأهواز، تلك الأرض المترامية المساحة التي تعرضت للجفاف بسبب خلافات مع دول الجوار، منعت وصول المياه إلى سكانها الذين باتوا فريسة الخوف من المستقبل، بسبب فقدان عصب الحياة وانتشار التلوث الناجم عن الملح والمعادن الثقيلة، ما دفع بعضهم إلى الفرار لمدن وقرى مجاورة، تمكن المصور المحترف من الوصول إليها، ناقلاً نظرات القلق في أعينهم.
ويقدم المصور إسدراس إم سواريز، الفائز بجائزة بوليتزر العالمية مرتين، تكريماً لما قدمه خلال تغطيته لمذبحة ثانوية كولومباين الأمريكية، وتفجير ماراثون بوسطن، ومذبحة نيوتاون الأمريكية، إضافة إلى كارثة تسونامي، وحرب العراق وغيرها، في معرضه "لحظات"ـ 33 صورة التقطها في كوبا، وجواتيمالا، وهايتي، والعراق، وفلسطين، ويتناول بعضها الحياة تحت ظل الحرب أو الاحتلال.
ويركز سواريز في مجموعته "العراقية" على براءة الأطفال وهم يراقبون الجنود في شوارع بغداد والبصرة، إذ يبدون غير عابئين بتلك الأسلحة المصوبة أحياناً باتجاههم أو نحو منازلهم، فيما تبرز صورة أخرى مقاتلين فلسطينيين يستمتعون بلحظات من الهدوء قبيل بدء تدريباتهم العسكرية، أما الصور الأكثر تأثيراً فهي لجثة فتى من جواتيمالا لقي حتفه في حادث سير على الطريق السريع أثناء محاولته الهجرة إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية.
يوميات لاجئ
وفي حضورها الأول بالمهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2018"، تشارك مؤسسة "يوميات لاجئ" الهولندية غير الربحية التي تهدف إلى توثيق حياة اللاجئين والنازحين داخلياً في بلادهم ومساعدتهم وتعليمهم، بمعرض يحمل عنوان "يوميات لاجئ" ويتضمن 3 صور فقط، التقطها المصور الفلسطيني محمد محيسن، في 3 مخيمات للاجئين بكل من الأردن، وصربيا، واليونان.
في الصورة الأولى تبدو الطفلة الأفغانية آنا رحموني، البالغة من العمر 21 شهراً، نائمة تحت شبكة تحميها من البعوض "ناموسية" خارج الخيمة التي يقيم فيها أفراد عائلتها في مخيم ملاكاسا شمال العاصمة اليونانية أثينا، فيما تظهر في الثانية اللاجئة السورية فاطمة (13 عاماً) وأختها زهرة (7 أعوام) وهما تتطلعان بخجل نحو الأرض في مخيم غير رسمي بالقرب من مدينة المفرق الأردنية، أما الثالثة فهي لمجموعة من اللاجئين الذين يؤدون صلاة المغرب في مسجد مؤقت أقيم على طرف أحد طرق العاصمة الصربية بلجراد.
ويجمع المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر"، في دورته الـ3 التي تقام خلال الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، نخبة من أبرز المصورين العالميين، لتقدم لهواة ومحترفي التصوير في الإمارات والمنطقة فرصة الاطلاع على تجارب إبداعية وفنية لها تاريخ طويل في تغطية الحروب، وتوثيق التاريخ، ورصد جماليات الطبيعة، واستكشاف أسرارها بالعدسات، إذ يشارك في المهرجان أكثر من 35 مصوراً تشكل حصيلة خبراتهم أكثر من 700 عام من التصوير.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز