القاعدة وداعش بأفغانستان.. الانسحاب الأجنبي يرسم خارطة العودة
ثغرات أمنية يفتحها الانسحاب الأجنبي من أفغانستان، تمكن التنظيمات الإرهابية على غرار القاعدة وداعش من اقتطاع تذكرة العودة.
المسؤولون الأمريكيون يصرون، علانية وسرًا، على أن التنظيمين مجرد انعكاس لما كانا عليه في الماضي، ويقولون إن تنظيم القاعدة ربما يقود المئات من المقاتلين في أفغانستان، أما فرع داعش الأفغاني أو "داعش خراسان" فلديه أكثر قليلًا، بحسب موقع "صوت أمريكا".
وفي حين أعلن "داعش خراسان" مسؤوليته عن عدة هجمات بارزة، لا سيما بالمناطق الحضرية، يقول مسؤولو استخبارات ومساعدات إنسانية إنه من غير المرجح أن يفعل التنظيمان أي شيء من شأنه أن يجعلهما أهدافا سهلة للقذائف الأمريكية أو الطائرات المسيرة التي تحلق إلى أفغانستان من مسافة بعيدة.
وقال مسؤول غربي بمكافحة الإرهاب لـ"صوت أمريكا": "إن القاعدة، بالمستقبل القريب على الأرجح، من المحتمل أن تربط مصيرها بطالبان بشكل وثيق. سيريدون أن يؤكدوا للحركة أنهم لن يحرجوها. سيريدون أن يجعلوا من أفغانستان مكانا يمكنهم التجنيد والتدريب من خلاله".
وبالنسبة لـ"داعش خراسان" الذي لم يعد يسيطر على أراض في أفغانستان كما فعل بإحدى الفترات، فكان يجهز لعودته.
وأوضح مسؤول مكافحة الإرهاب أن "داعش خراسان لم ينته، وأن تنظيم لا تزال لديه القدرة على اكتساب القوة بالرغم من الصعوبات الأخيرة التي واجهها، يمكنكم رؤية ظروف معينة يمكن من خلالها أن يزداد قوة، ويجتذب مزيدا من المقاتلين وحرية التصرف".
ويحذر مراقبون بالمنطقة من أن "داعش خراسان" بدأ أيضا التطلع لما وراء أفغانستان نفسها، ويحاول اكتساب موطئ قدم في كازاخستان، وقيرغيزستان، وأجزاء من طاجيكستان.
وقال مسؤول بمجال المساعدات الإنسانية في وسط آسيا، طلب عدم ذكر اسمه خوفا من تعرضه للاستهداف، لـ"صوت أمريكا"، إن التركيز كان على "مزيد من الجودة وأعداد أقل".
وأضاف: "إنهم يبنون بنى تحتية محلية للتجنيد واللوجيستيات والدعم الاقتصادي، وبنى تحتية اقتصادية لدعم ذلك. بالوقت الراهن، لديهم حاجة لتجنيد المزيد من المتخصصين بتكنولوجيا المعلومات، بدلًا من مجرد جنود مستعدين لأن يصبحوا انتحاريين".
وتتردد أصداء مثل تلك المخاوف من قبل المسؤولين بالولايات المتحدة وآسيا الوسطى.
وكان تقرير صادر عن البنتاجون، في أبريل/نيسان الماضي، وصف توسع داعش خراسان بـ"أكبر شاغل" لجيران أفغانستان، مضيفًا أن التنظيم الإرهابي "يخلق إمكانية زعزعة الاستقرار".
وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أيضًا أن هناك سببا يدعو للقلق، بالنظر إلى أن داعش خراسان "اجتذب تاريخيًا البعض من مجنديه من دول آسيا الوسطى"، بحسب مسؤول طلب عدم كشف هويته.
وبحسب المسؤول الطبي تحدث لـ"صوت أمريكا"، فإن دول آسيا الوسطى تعطي الأولوية للأمن الإقليمي والاستقرار من خلال مواصلة التعاون الإقليمي، وتحسين قدراتها بمجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز