خبراء لـ"العين الإخبارية": قمة السيسي وهادي لمواجهة عبث إيران في اليمن
الخبراء أكدوا أن القمة تأتي في إطار المواجهات العربية المشتركة للتهديدات الإيرانية في المنطقة، وخصوصا منطقة البحر الأحمر.
أكد خبراء يمنيون ومصريون أن القمة التي عقدت، الإثنين، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره اليمني عبدربه منصور هادي تأتي في إطار المواجهات العربية المشتركة لتهديدات الإيرانية في المنطقة وخصوصا منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والعبث الإيراني في اليمن.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن "زيارة الرئيس هادي إلى القاهرة جاءت بعد أيام من استهداف الحوثيين لناقلة النفط السعودية واستمرارهم لزرع ألغام في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، وبالتالي تهديد الملاحة في قناة السويس وهي مكملة لباب المندب، وعليه فإن أي تهديد على باب المندب يهدد أمن واقتصاد مصر".
- التحالف: مليشيا الحوثي تهدد التجارة العالمية بالبحر الأحمر
- السيسي: نرفض تحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية
وأضاف الطاهر، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن "مصر دائما التأكيد على أن أمنها القومي من أمن الخليج، وبالتالي فإن هذه الزيارة تأتي في إطار التنسيق المتبادل بين مصر والاشقاء العرب في دول التحالف العربي لعودة الشرعية في اليمن"، مشيرا إلى أن "مصر دائما وأبدا مع التحالف العربي لمواجهة الحوثي الانقلابي المدعوم من إيران، وبالتالي مواجهة العبث والتهديدات الإيرانية في اليمن والمنطقة".
وأشار الطاهر إلى أن "حرص مصر على وحدة اليمن وإعادة الشرعية كانت حاضرة في تصريحات الرئيس السيسي اليوم خلال مباحثاته مع الرئيس هادي"، لافتا إلى أن "مصر تمثل ثقلا دبلوماسيا لدى العالم، وهذا يمكنها بأن تضغط بمزيد من أجل إيصال رسالة للعالم بأن الحوثيين ليسوا أصحاب رسالة سلام وإنما هم إرهابيون"، مؤكدا أن "مصر مساندة لليمنيين سواء المقيمين على أراضيها والذي يتجاوز عددهم نصف المليون، أو اليمنين الموجودين في الداخل للدفاع عن وطنهم عبر محاربة المليشيا الحوثية الموالية لإيران".
بدوره، أكد اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن والخبير الاستراتيجي المصري، أن زيارة الرئيس اليمني للقاهرة واجتماعه بالرئيس السيسي "إنما هي رسالة لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار المنطقة وخصوصا دول الخليج"، منوها بـ"تأكيد مصر الدائم على أن أمنها من أمن الخليج وهذه رسالة واضحة للتهديدات الإيرانية وعبثها في المنطقة".
الغباشي قال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "مصر دائما وأبدا تقف مع الأشقاء في دول الخليج لأنها تعي جيدا التهديدات الإيرانية في المنطقة".
كما شدد على "قدرة مصر على مواجهة هذه التهديدات والعمل على أمن منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
ورأى أن "العلاقات اليمنية المصرية هي علاقات استراتيجية على اعتبار أن اليمن تمثل العمق الاستراتيجي البحري لمصر في البحر الأحمر وأيضا الدرع الواقي لمنطقة الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب"، مشيرا إلى أن تصريح الرئيس السيسي بأن مصر ترفض بشكل قاطع تحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية أو منصة لتهديد أمن واستقرار دولنا أو حرية الملاحة فى البحر الأحمر وباب المندب "رسالة واضحة لإيران أو غيرها".
من جانبها، قالت الإعلامية اليمنية بسمة القاسمي إن زيارة الرئيس هادي للقاهرة "تأتي في إطار دعم العلاقات اليمنية المصرية التاريخية بحكم الجغرافيا والتاريخ"، مؤكدة أن "مصر داعمة لليمن ووحدة أراضيه ورافضة بشكل قاطع لكل المحاولات الإيرانية عبر الحوثي لتقسيم اليمن".
ولفتت إلى أن "مصر ومنذ اليوم الأول كانت واضحة في موقفها الرافض للانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن"، مؤكدة أن "مصر شريك أساسي واستراتيجي في تحالف دعم الشرعية".
وأشارت إلى أن "التهديدات الإيرانية لمنطقة باب المندب والبحر الأحمر تمثل بشكل أو بآخر تهديدات للأمن القومي المصري، وعليه فإن مصر حريصة على إعادة الشرعية اليمنية"، مؤكدة أن "مصر وكونها الشقيقة الكبري للعالم العربي فهي حريصة دائما على الوقوف إلى الصف العربي الخليجي".
وأكدت أن "الإرهاب أصبح اليوم ظاهرة عالمية وتتضرر منها مصر واليمن على حد سواء وعليه كان التنسيق الدائم والواضح بين القاهرة وعدن بشأن مواجهة الإرهاب ومكافحته في كل مكان"، موضحة أن "الجهد الاستخباراتي والعسكري والسياسي الذي تقوم به مصر هو أساس في عمليات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن".
وقد عقدت اليوم الإثنين بقصر الاتحادية بمصر قمة مصرية يمنية بين الرئيس السيسي ونظيره اليمني هادي، تم خلالها إجراء مباحثات ثنائية ثم توسعت لمباحثات ضمت أعضاء الوفد اليمني والمسؤولين المصريين.
كما تم عقد مؤتمر صحفي بين الرئيسين، ثمن خلاله هادي جهود السيسي ومصر في السعي الحثيث لحل الأزمة اليمنية، مشيرا إلى أن استقرار اليمن وإنهاء الانقلاب ضرورة لاستقرار الملاحة في البحر الأحمر، فيما أكد الرئيس المصري أن أمن واستقرار اليمن يمثل أهمية قصوى ليس لأمن مصر فحسب، بل وأمن واستقرار المنطقة بأكملها.